لعيد الفطر فرحة ما بعدها فرحة فهو المكافأة الفورية التي يحصل عليها العبد من ربه بعد أن أتم صومه ، وتبقى للصائم جائزة أخرى يدخرها الله عز وجل له في ميزان حسناته .
نحمد الله الذي قدرنا على صيام شهر رمضان المبارك في ظل هذه الأجواء المرتبكة التي لم نعهدها من قبل ، وعلينا أن نفرح ونسعد بتمام صومنا ونحتفل بالعيد السعيد رغم أنف الكورونا ، فكيف لنا أن نحتفل ؟
تخلينا في شهر رمضان الحالي عن الكثير من عاداتنا وتقاليدنا مرغمين على ذلك خشية من تفشي هذا الوباء الذي مازالت مخاطره قائمة وبقوة ، فكما كانت الطقوس الرمضانية مختلفة هذا العام فاحتفالات العيد ستكون أيضا مختلفة ، فلا صلاة للعيد ، ولا مصايف ولا حدائق أو منتزهات ، ولا حفلات ولا مسارح ولا سينيمات ، ولا مصايف وشواطئ أو رحلات ، فماذا تبقى لنا كي نفعله ؟
تبقى لنا لمة الأسرة والعيدية والكحك واللهو في المنزل ، أما الزيارات العائلية فستكون في أضيق الحدود ويمكن الاستغتاء عنها تماما باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي والمحادثات الهاتفية الجماعية المصورة بين العائلات والأقارب والأصدقاء وتبادل الأحاديث والحكاوي الطريفة فيما بينهم .
علينا ان نستخدم التقنية في تسيير متطلباتنا وعاداتنا واحتياجاتنا اليومية في ظل التباعد الجسدي والاجتماعي والإجراءات الصحية المطبقة في مصر وفي جميع دول العالم .
سنحتفل بالعيد افتراضيا وسنسدد الزكاة ونرسل العيدية عن طريق الهاتف المصرفي ، وسنشاهد الحفلات والأفلام من خلال الشاشات الذكية ، وسنلتقي مع أحبائنا عن بعد بواسطة الفيديو كونفرنس ، ولن تستطع كورونا حرماننا من تقاليدنا.
تلك التقنيات الحديثة التي سنستخدمها اليوم مضطرين في أعيادنا واحتفالاتنا ، ستصبح في المستقبل القريب اعتيادية وطبيعية ، ومن لا يجيد استخدامها سيجد نفسه معزولا في هذا العالم الافتراضي القادم بسرعة الصاروخ .
كل عام وحضراتكم بخير.