يحظى الآن كلا من النقاش المطرب ، وعامل النظافة المطرود من مطعم الكشري بهالة إعلامية لم يحظى بها الأديب الراحل نجيب محفوظ عند حصوله على جائزة نوبل للأدب في عام ١٩٨٨م ، ولا عالمنا الراحل الدكتور أحمد زويل عند حصوله على نفس الجائزة في الكيمياء عام ١٩٩٩م .
نعم ولا مبالغة في ذلك ، فتلك الجائزة العالمية التي لا يحصل عليها الا العظماء ممن قدموا خدمات جليلة للبشرية وأفنوا حياتهم في سبيل العلم لم ينل أصحابها نصف أو ربع هذه الشهرة التي تمتع بها صديقنا النقاش وحبيبنا عامل النظافة ، ومع احترامي وتقديري لهما وتعاطفي معهما فإنهما وبكل صدق لا يستحقان كل هذه الشهرة ولا كل هذا الاهتمام من رواد المواقع والمنصات وبعض المشاهير من الفنانين والاعلاميين ، فلو اشتهرا بسبب تفوقهما في عملهما مهما كان نوع هذا العمل لرفعنا لهما القبعة لكن الصدفة وحدها هي من قادتهما لهذا المسار فتمسكا بالفرصة مستغلين الزخم الاعلامي الشارد المتسكع الذي يتسول اللايك ويبجل الشير وينحني للترند .
هل يعقل أن يقف هذا المطرب الجديد على خشبة المسرح في دار الأوبرا المصرية بعد أقل من شهر واحد على اكتشاف خامة صوته ، في الوقت الذي يحلم فيه كبار الفنانين الحاصلين على درجات علمية في الموسيقى والغناء بالمرور فقط من أمام أسوارها !
وهل يعقل أن تسلط كل هذه الأضواء على عامل النظافة الذي تتحدث عنه وسائل التواصل الاجتماعي أكثر مما تتحدث عن قمة المناخ .
إننا أمام مشهد محير ، ولكن ما الغرابة في ذلك وقد أصبحت مقابلة أي وزير أسهل كثيرا من مقابلة مطربي المهرجانات.