نشهد صيفا زمهريرا خلال هذه الأيام ، وهي عادته ولا هيشتريها سي أغسطس باشا ، فقد اعتاد أن يلسعنا بلهيبه في أيامه الأخيرة ولا يكتف بدرجاته العالية بل أن رطوبته التي حصلت على العلامة الكاملة هذا العام أضافت على حرارته حرارة ، وكأن الشمس اقتربت من الارض .
وصيفنا هذا العام جاء مختلفا فقد هل علينا متحمسا من أول أيامه ، ولأن المصاعب لا تأتي فرادا فقد اندلعت الحرب الروسية الأوكرانيًة مع حلول الصيف والتحمت نيرانها مع ناره فأصابت كل الأشياء من حولنا ، وأصبحت أغنية العندليب الأسمر ( نار يا حبيبي نار ) هي شعار المرحلة ، العملات نار من الين للدولار ، وأسعار الأكل نار من المانجة للخيار ، والعقار نار النار سواء تمليك أو إيجار ، وحتى المصايف التي نلجأ اليها هربا من النار أصبحت هي الأخرى نار .
وفي الوقت الذي يشتكي فيه الجميع من غلاء الأسعار نجد جموعا غفيرة من المواطنين يتزاحمون على شراء وحدات مصيفية يقال أن أسعار بعضها تجاوز المائة مليون جنيه ، فمن أي طبقة ينتمون هؤلاء فإن كانوا من الأغنياء فأسعار هذه الوحدات تفوق قدرتهم وقد تناسب الأثرياء فقط ، وهناك فرق بين الطبقتين فالمفهوم الشائع عن الأغنياء أنهم طبقة من المجتمع لديهم وفرة من المال تجعلهم يعيشون في ستر ويتمتعون بقدر من الرفاهية لكن لا تصل ثرواتهم الى هذه الحدود من الملايين ، إنما الأثرياء الذين يمتلكون المليارات وهم قلة في مصر ومعروفون بالاسم فلديهم من المشاريع المصيفية وغير المصيفية ما يغنيهم عن شراء مثل هذه الوحدات ، فهل يوجد لدينا طبقة أخرى أغنى من الأغنياء وأفقر من الأثرياء ، وماذا تسمى .
ان هذا الأمر يجعلنا نعيد النظر في تصنيف طبقات المجتمع وتوصيفهم بناء على مداخيلهم ومدخراتهم وثرواتهم حتى نصل الى ارقام دقيقة عن الفئات المعدمة والفقيرة والأولى بالرعاية والطبقات المتوسطة والغنية والثرية لتتمكن الدولة من تقديم الدعم للمستحقين ورفعه عن المرفهين.
نعود للعندليب وأغنيته الشهيرة نار يا حبيبي نار وندعو الله أن ينتهي فصل الصيف على خير وتنتهي معه كل الأزمات والمصاعب التي تواجه مصرنا الحبيبة وسنتحمل تقلبات الخريف حتى تأتي اللحظة التي نغني فيها جميعا مع السندريلا اغنيتها الرائعة (الدنيا ربيع) .