قصة قصيرة
بقلم/ ياسين عبدالمنعم ياسين
القصة بعنوان:
الموت.. المئذنة
The death… The minaret
خطوات تجيء.. تروح، داخل البلدة، مئذنة، قمر لم يكتمل بعد، خيوط شمس حمراء في سماء غائمة، جدار حديد عليه كلمات.
– لا..لا..
تقترب من النهر، تبلل شعرها، تجده أمامها، تبكي دون حديث، ترى المنازل المهدمة على الأرض، والصرخات التي تؤكد اعتداءهم، الصغار يلتفون حول الدم المختلط بالتراب، يتعودون رؤيته من حين لآخر.
يرى جسدها، يعجبه، يراها تغلق فتحة صدرها على ظلام كثيف، تحاول أن تخبره.
-………………….!.
داخل عباءتها السوداء، تستدير به، ترضعه خلف الجدار من دماء جسدها، وهي تسمعهم يقولون!
– المئذنة تسقط!
رسومات على حائط المسجد، يراها, تعني لهم شيئًا، يبصرها تحضر الطوب الأحمر المتكسر، ورق مكتوب عليه كلمات، يجلسون بجانب المسجد، يقرأها عليهم:
– The death… The minaret
– الموت..المئذنة.
تتعالى الأصوات مع حفيف الرياح:
– عرفتم ما فعلوه؟
– هل نسكت؟
– هذه أمورٌ عُليا..
– أين الإمام؟
– أين ذهب؟
يستيقظون في الصباح، يلملمون بقايا جسد، يصرخ الصغار هذه المرة، بالرغم من أنهم اعتادوا رؤية الدم المختلط بالتراب:
– الإمام قتل.
تمسك بالصغار، تهمس في آذانهم، تهديهم إلى لعبة لا يعونها، فقط يسعدون كلما فعلوها، يقذفون الحجارة على الغرباء كلما رأوهم.. يَعْدُون بكل طاقاتهم، يضحكون، وهي تجلس، تراقب الطريق تحت الضوء الخافت من مصباح تهشم زجاجه، تلملم شعرها المتناثر في أرجاء البلدة، تسمع خطوات ثقيلة بعض الشيء، يجيء، عصا بيده، سلاح بجنبه، تنصت لكلمات حفظها جيدًا:
– The death… The minaret
تعرف أنه ينوي القتال، تفتح فتحة الظلام بصدرها، تخرج ثديها، ترضع الصغير، تهمس في أذنيهِ وهي مغمضة العينين:
– أنت الغد..أنت الإمام.
تـمت