قد نكون اليوم على موعد مع ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر ، ليلة يقبل الله تعالى فيها الدعاء ، فلندعو جميعا بما نرجو ونتمنى لعل الله يستجيب لنا ، لكن هل كل دعاء مستجاب ، وقد قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه لا يحمل هم الإجابة ولكن يحمل هم الدعاء .
لقد صدق سيدنا عمر بن الخطاب فيما قال ، لأن اجابة الدعاء بيد الخالق سبحانه وتعالى أما الدعاء فهو بيد العبد فإذا أحسن النية وصدق القول وتمنى الخير قد يقبل الله دعائه ، وللدعاء أداب منها التذلل والخشوع لله والشكوى اليه والعياذ به والفرار اليه .
فكيف وبما ندعو ، فقد ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت:
(يا رسولَ اللَّهِ، أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو ؟ قالَ: تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي) .
وقال رسولنا المصطفى :
اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي).
(اللَّهمَّ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ مِن شرِّ نفسي وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ).
صدق رسول الله.