كثرت حوادث القتل العمد في الآونة الأخيرة بشكل ملفت ، فبعد حادثة جامعة المنصورة والتي راحت ضحيتها نيرة أشرف على يد القاتل محمد عادل ، تكرر السيناريو البشع في عدد من المحافظات بنفس التفاصيل ، شاب يقتل حبيبته بعد أن رفضت الارتباط به ، وأصبح محمد عادل أيقونة الشباب الفاشل الذي يبحث عن الشهرة بأي وسيلة حتى ولو كان الثمن هو القتل ومن بعده الاعدام .
لقد لاحظنا تعاطف عدد كبير من المواطنين ( من بينهم مشاهير ) مع قاتل طالبة المنصورة ووصل الأمر بهم للتغزل في جماله وتبرير جريمته وتبني حملات للدفاع عنه والقوا بالتهم على المغدور بها وأهلها ، هذا المشهد المعيب دفع ببعض الشباب الذين في مثل حاله للسير على خطاه فقد أصبح القتل سهلا وله أنصار ومؤيدين ، وأصبح للقاتل معجبين ومدافعين ، واختلت موازين القيم .
أيها المتعاطفون مع القاتل محمد عادل ، لقد تسببتم بتعاطفكم معه في سيل مزيدا من الدماء بين فتيات هن في عمر الزهور ، أفلا تدرون أن هناك الملايين من الشباب في مصر والوطن العربي تربطهم علاقات عاطفية بشابات في مثل سنهم بنية الزواج بعد أن ولى زمن زواج الصالونات ، والا تعلموا أنه نادرا ما تنتهي مثل هذه العلاقات بالزواج ، فهل يصح أن تكون النتيجة في هذه الحالة ” يا الارتباط .. يا القتل ” .
بتعاطفكم مع هذا القاتل تطوع كبار المحامين للدفاع عنه وقد ينجح في تخفيف الحكم وقد يحصل له على البراءة ، فإذا لا قدر الله وحدث ذلك فكل ضحية لحب فاشل ستسقط في المستقبل انتم المسؤولون عنها ولا تستبعدوا بناتكم من هذا المصير .
ولو افترضنا أن القتيلة أية قتيلة كانت على سلوك غير طيب ولو أفترضنا أن ذويها لم يحسنوا تربيتها فإن القاتل في هذه الحالة هو أيضا على سلوك غير طيب وأهله لم يحسنوا تربيته بل أنه أكثر منهم سوءا فكل المغدور بهم توسلوا إليه بأن يرحمهم ولا يقتلهم ، ولأنه ذو قلب منزوع الرحمة أو بلا قلب فلم يرحمهم وأزهق أرواحهم ، فهل أنتم مثله بلا قلب .
ليس كل قاتل هو (منتصر) بطل فيلم الهروب للفنان أحمد زكي الذي ارتكب عدة جرائم قتل في الفيلم وتعاطف معه الناس ، فمنتصر لم يقصد القتل والجريمة الوحيدة الذي كان ينوي القيام بها كانت لزوجته دفاعا عن الشرف ولم يفعلها .
لا تطلبوا الرحمة لقاتل ، فمن لا يرحم لا يرحم .