عرفناه قبل أربع سنوات فقط عندما تم تعيينه رئيسا لمجلس ادارة الهيئة العامة للرياضة في المملكة العربية السعودية بأمر ملكي وذلك في عام ٢٠١٧م ، ومنذ اليوم الأول لتوليه هذا المنصب ومن خلال تصريحاته وأحاديثه الإعلامية أدركنا جميعا أننا أمام شخصية ادارية فريدة لديها آمال وطموحات عريضة وتمتلك رؤى وأفكار مبتكرة وتأكد لنا ذلك من خلال ترأسه للاتحاد العربي لكرة القدم حيث أحدث نقلة نوعية على مستوى اللعبة في الوطن العربي وبث روح المنافسة والندية في الدوريات العربية وقدم الدعم المالي والفني لمعظم الأندية داخل المملكة وخارجها وأعاد الحياة لبطولة الأندية العربية لكرة القدم بثوب مختلف وبمميزات جاذبة ، ولم تتوقف مبادراته الرياضية على كرة القدم فقط بل امتدت أفكاره التطويرية لتشمل العديد من الألعاب الأخرى الجماعية والفردية التي لم تكن تلقى الاهتمام المناسب وكانت تجري منافساتها على الهامش فأعاد لها رونقها ورد لها متابعيها .
وعلى المستوى الدولي كان له تواجد في كل المناسبات الكبرى وامتدت علاقاته الطيبة مع رموز الكرة في العالم من مسئولين ولاعبين ومع كل الأندية العريقة والاتحادات والاكاديميات وأبرم بروتوكولات للتعاون المشترك مع الكثير منها .
وخلال فترة عمله القصيرة في مجال الرياضة والتي لم تتجاوز ١٥ شهرا فقط اكتسب شهرة واسعة وأصبح أسمه من ألمع الأسماء الرياضية وأكثرها ترديدا بين المشجعين والمشاهدين والمتابعين والمهتمين بالرياضة في العالم .
ومن فرط نجاحه وتفوقه في مجال الرياضة رأت قيادة المملكة الاستفادة من جهوده في مجال آخر فتم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها وهي تنويع وإثراء التجربة الترفيهية في المملكة ، تنظيم وتنمية قطاع الترفيه، توفير الخيارات والفرص الترفيهية لكافة شرائح المجتمع، تحفيز دور القطاع الخاص في بناء وتنمية نشاطات الترفيه ، خلق فرص ترفيهية شاملة تتوافق مع المعايير العالمية، تعزيز الروابط الاجتماعية ، دعم الاقتصاد المحلي عبر المساهمة في تنويع مصادره وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتوليد الوظائف في قطاع الترفيه.
أهداف صعبة التحقيق في مجتمع محافظ شديد الخصوصية كالمجتمع السعودي ، ولكنه كان على قدر الثقة الملكية واستطاع أن يحققها بل يتجاوزها لحد أبعد من المخطط لها مع الالتزام التام بعادات وتقاليد المجتمع وثوابته وقيمه المتوارثة ، وخلال أشهر قليلة أصبحت فعاليات الترفيه في مدن المملكة حديث العالم ، وبات التهافت على حضورها من كل الأجناس ملفتا ، أما العوائد والمكاسب والأرباح فكانت هي المفاجاة .
من كان يتوقع أن تحدث تلك الانطلاقة الفائقة في مجال الترفيه بالمملكة وأن تصبح وجهة سياحية مهمة على خريطة السياحة العالمية ، ومن كان يتوقع أن يفضل المواطن السعودي السياحة داخل بلده عن السفر للخارج ، وهل كان ممكنا أن ترى تلك الحشود من الفنانين العرب ونجوم هوليوود وبوليوود والسينما الغربية في مكان واحد ، بكل صراحة لم يكن أحد يتوقع ذلك غيره ولم يكن أحد ليصدق ما حدث غيره .
لا أحد غيره وقد فعلها ، إنه معالي المستشار تركي آل الشيخ أستاذ ورئيس قسم الأفكار المبتكرة .