البديل للخروج من المأزق تحت الإختبار والإختيار .. الرهان على الوفد..
>> دعونا نتفق أن خوض حزب سياسي للإنتخابات الرئاسية لهو قبلة الحياة لعودة الممارسة الحزبية بقوة للمشهد السياسي من أوسع الأبواب، ولكي تكون تلك الانتخابات بداية حقيقية وحيوية لعودة الحياة الحزبية في مصر.. الركيزة التي تبنى عليها المدارس السياسية والأدوار السياسية.. بل ولعبة السياسة والتداول السلمي والطبيعي للسلطة، وتطبيقا للمفهوم السياسي الأول بأن أولويات أهداف إنشاء أي حزب هو الوصول إلى سدة الحكم، وأن خوض حزب للمنافسة – الرئاسية الأن – يحتم علينا إحترام التجربة.. ولكي تكون السابقة التاريخية الأولى عقب ثورة 30 يوليو 2013 التي يخوض فيها حزب ذو تاريخ انتخابات الرئاسة أمام رجل تميز ومازال بروح الفداء والوطنية المخلصة.
>> وسواء تتفق مع الوفد كحزب أو تختلف مع أيا من قياداته.. فهو حزب له تاريخ وسوابق كثيرة في رئاسة الحكومة المصرية التي بلغ عدد مرات توليه رئاسة الحكومة ستة مرات تقريبا، وهو يدل على الصلاحية لتولي المسؤلية.. وكعادته كان حزب الوفد ممثلا في زعيمه ” سعد باشا زغلول” مستعدا لتحمل المسؤلية الوطنية منذ إنشاء فكرة الوفد عام 1918، وقد تولى الوفد الحقيبة الوزارية كاملة لإنقاذ مواقف كانت تتعرض لها الملكية المصرية منذ عام 1924 وحتى عام 1952، وكان أشهر من تولى الوزارة في تلك الحقبة زعيم الوفديين ” مصطفى النحاس باشا “.
>> وقد سبق وأن قلت في مقالتي المنشورة بتاريخ 8 يناير 2018 والتي تحدثت فيها عن إيجاد الوصيف والمنافس المناسب للرئيس/ عبدالفتاح السيسي – ذلك حفاظا على ما أُنجز خلال السنوات القليلة السابقة من أوضاع سياسية تتجه نحو الإستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبات لا يجوز لأي من – المغمورين – التقدم لهذا المنصب الرفيع”..
>> ومن هنا يصبح المنافس لابد أن يتمتع بوضع شعبي ومكانة تاريخية لتجابه شعبية الرئيس “عبدالفتاح السيسي” ولكي يكون في وضع منافسة حقيقية تُحترم أمام المجتمع المصري أولاً، وأمام المجتمع الدولي ثانيًا، وثالثا لكي يوضع تحت الإختبار والإختيار.. وبالرغم من أن الوقت حرج وتوقيت الإعلان في غاية الصعوبة إلا أنه نكاد نتكهن أن ذلك ينطلق من مصلحة وطنية وبإعاز من شخصيات سياسية وهيئات وطنية مخلصة، وعلى أمل أن يستطيع الوفد أن يفعلها ويكسب الرهان مع نفسه.. ليثبت أنه جدير بتحمل المهام الصعبة ولكي يضع نفسه رهن الإختبار كبديل حزبي جديد في ظل فراغ الحياة السياسية من حزب ذو قيمة وطنية وقامة تاريخية، ولا شك أن ذلك سيساعد على انطلاقة قوية للوفد وعودًا محمودًا له لممارسة الحياة السياسية والحزبية في مصر كونه مازال الحزب الوحيد – بعد الحزب الوطني الديمقراطي – صاحب التاريخ الطويل من بين جموع الأحزاب التي كثرت كغثاء السيل دون أن نجد لتلك الأحزاب صدى في الشارع السياسي المصري.. وخاصة وأن لديه كتلة أعضاء حقيقيين مازالوا يتمسكون بعضوية الحزب وأهدافه وأجندته الوطنية بالإضافة إلى أن لديه برنامج ولديه معارضة ملموسة قد تتميز بالهدوء أحيانا.. وربما ينطلق ذلك من ثوابت الحزب وأيديولوجيته طوال مائة عام مضت.. مما سيجعله يحصل على أصوات ليست بالقليلة.. أمام رئيس أصبح لديه مئات الإنجازات من المشاريع التي تجعله في مصاف الفائزين.
>> تاريخ حزب الوفد يجعلنا ننظر إليه بأنه البديل المناسب الآن وكمرشح ” يليق ” للمنافسة أمام الرئيس “السيسي” على منصب رئيس الجمهورية.. وسيجعل هذا الحدث الجلل من الحزب نموذجا مشرفا للوطنية المصرية ليحقق بإقتدار – مفهوم التداول السلمي للسلطة – عن طريق الإنتخاب الحر المباشر بواسطة صناديق الإقتراع.
>> ولذا فالمصريين الوطنيين – والوفديين على الأخص – مدعون – وبسرعة – لتحرير التوكيلات اللازمة للمرشح الجديد للتقدم والمنافسة على منصب الرئيس.. حفاظا على الصورة المرسومة بعناية والتي بدأ المجتمع الدولي يراقبها عن كثب وعن ترصد لأية أخطاء وهفوات في ممارسة السياسة في مصر وهو يعبر عن إنزعاج بسبب إخفاق من أعلنوا تقدمهم وتراجعهم أو فقدانهم صلاحية الترشح بسبب عدم السلوك الشرعي والقانوني للترشح.
>> ومن الآن نقولها أن هذه الإنتخابات للملتبسة عليهم صورة المشهد السياسي الآن نقطة فاصلة في الممارسة الحقيقية “للسياسة الوطنية” وليست سياسة تقليب الرأي والإنحراف بالأهداف ومحاولة الوصول لتحقيق أجندات خاصة بخلاف الأجندة الوطنية، والدعوة موصولة للمصريين لممارسة السياسة برونقها الجديد في ظل غياب نشاط سياسي وحزبي يُحترم طوال سبعة سنوات مضت.
>> خوض الانتخابات في اللحظات الأخيرة هو الفكرة الخطيرة التي تستدعي عند الهيئة العليا لحزب الوفد روح المغامرة.. فعليهم التأني والتدبر والوعي اللازم أثناء دفع مرشح وفدي لا تشوبه شائبة قانونية حتى لا يتم استبعاده من الترشح لأن الدور الذي سيلعبه حزب الوفد في تلك الانتخابات يتميز بالطابع الوطني المكمل للأدوار الوطنية التي ينتهجها كل مخلص ومحب لوطنه بأن يكون هناك أكثر من مرشح للإنتخابات لهو قبلة الحياة لهذه الإنتخابات بأن تتميز بالشرعية الديمقراطية – اللغة التي يفهمها ويطلبها العالم المتقدم -.
>> الساعات القليلة الفارقة ستحسم مواقف وأدوار غاية في الأهمية.. مأزق اليوم سيجعلنا نتفكر في البدائل والسيناريوهات التي لابد وأن تكون جاهزة لإدارة المواقف المهمة في الدولة.. وما نراه اليوم يعكس عدم جاهزية الدولة ومؤسساتها للخطط البديلة – التي سبق وأن أكدنا على أهمية وجودها مسبقًا في مقال 8 يناير 2018 – وذلك من أجل الحفاظ على صورة ومكانة مصر التاريخية أمام العالم المترقب لكل ما يحدث بمصر.
>> وأخيرا أصبح الوفد مُحتم عليه خوض المنافسة، وأصبح علينا أن نصنع انتخابات متوازنة.. ولابد أن يفوز “السيسي” استكمالا للمشوار الإصلاحي الذي بدأه، وعلى التوازي بيده بديلا تاريخياً – بيضع نفسه تحت رهن الإختبار والإختيار – هو حزب الوفد الجديد وخلفهم الشعب المصري المخلص صاحب الكلمة.
اللينك الخاص بمقالة 8 يناير 2018/ https://www.alsaaa.com/1249