في ظل الحرب الدائرة هناك قوتان متصارعتان
قوة العقل وقوة العاطفة..
قوة العاطفة عند بعض من الشعوب العربية التي تريد أن تنام وتستيقظ وتجد اختفاء إسرائيل من على وجه الأرض..
فتجدها تهلل وتفرح للصواريخ والضربات الإيرانية على ” تل أبيب ” حتى ولو أصابت أهداف قليلة مدنية أو غير استراتيجية.
وقوة العقل هي التي يستخدمها قادة الجيوش في إدارة المعارك الحربية الدائرة الآن بين إيران وإسرائيل وقواعد الإشتباك وقواعد الهجوم ورد الفعل المساوي أو المتجاوز.
وكل طرف في الحرب له أهداف ومصالح يبحث عن الحفاظ عليها فتجد الحرب تسير بوتيرة عادية وبطيئة أحيانا وبشكل يختلف عن مشاعر الرغبة والعاطفة الموجودة لدى الشعوب العربية في القضاء على إسرائيل..
لذا يوجد طوال الوقت بعض الأصوات المتشككة والتي تتحدث عن مسرحية الحرب..
وهل هي حقيقية أم تمثيلية..؟.
وقواعد أي لعبة سياسية وعلى سبيل المثال لعبة ” الشطرنج “
ستجد الفريقين إما فائز منتصر وإما خاسر مهزوم..
وقد يحدث التعادل ـ ومن يلعب الشطرنج سيفهم أكثر فكرة التعادل بوجود الملك بمفرده دون أي من القطع الحربية التي كانت تدافع عن بقاءه ـ ومن ثم هو حفاظ كل طرف على ما يوجد معه وحققه من مكاسب وانتصارات حتى لو كان الحفاظ هذا على حياة الملك فقط وبمفرده..
فكونه يصل إلى التعادل فهو نجاح وخروج مشرف من الحرب ـ أو اللعبة ـ دون هزيمة منكرة.
إذا المطلوب فهمه هو أن لعبة ـ الشطرنج ـ أقصد الحرب ليست سلاح فقط والغرض منه قياس مدى قوة قدراته القتالية والهجومية والدفاعية.. وإنما استخدام عقل وسياسة ومصالح وانتصارات حقيقية على الأرض وانتصارات زائفة على الورق أيضا.
وهذا لأنه في النهاية مهما طال أمد الحرب ستجمعنا ” ترابيزة ” مفاوضات واحدة نتفق عليها وعلى أسس التعامل القادم بيننا فيما بعد وهذا قد حدث في حرب ٦ أكتوبر عام ١٩٧٣، حربٌ ثم إتفاقية سلام.
ومع ذلك هذا لا يمنع أن هناك خسائر في كل حرب وأن مقولة ” مصائب قوم عند قوم فوائد ” هي مقولة صحيحة وفي محلها، حيث لاشك أن هناك فرح ونشوة كلما رأينا أشلاء تتطاير وجثث تكثر ومباني تتهدم عند الأعداء..
فهي نشوة حقيقية ولكن لا يشعر بها سوى المواطنون الحالمون، أما قادة الحروب فهم جُبِلو على هذا الأمر ويتلذذون به وهو موضوع مقال لاحق قد ينشر بعد غد إن شاء الله.
لذا ستجد في هذه الحرب أن كل طرف مازال يتعامل مع الطرف الآخر في إطار رد الفعل المساوي وليس كسر الظهر..
لأنه أنذاك ـ حالة كسر الظهر ـ فالحرب ستنتهي بسرعة وهو أمرٌ ليس في مصلحة الجميع وبالأخص دول بعينها، ومقال غدا سأشرح فيه هذه المسألة أن شاء الله بشيء من التفصيل.
*رؤية يقدمها المستشار/ ياسين عبدالمنعم ياسين ـ رئيس مؤسسة البرلمان المصري ـ وخريج برامج ودورات تثقيف ” الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية”.
* أما عن اسم هذا المقال ” حرب على رقعة الشطرنج” فكان الاسم المقترح من جانبي هو ” استخدام العقل ” إلا أن الاسم الذي ظهر به المقال فقد اقترحه علي صديقي المستشار / أحمد شوقي – عندما قرء لي مقال تحليلي عن:
” تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية الايرانية في الميزان العسكري وعلاقته بمصر “. فاقترح عنوان المقال السابق أن يكون حرب على رقعة الشطرنج إلا أنني أجد العنوان أنسب لهذا المقال المنشور.