لم يكن ترامب بالغباء لكي يقضي على إيران…
ولذا كان كل الأمر عبارة عن مسرحية لابد أن تعلن أمريكا بنفسها نهاية العرض وفي الوقت المناسب لمصالحها ولأبطال العرض.
وبهذا فتم إنهاء مسرحية الـ ١٢ يوما بإسدال الستائر القطيفة ذات اللون الأحمر القاني.
ولذا أرى أنه من الغباء السياسي أن يقوم ترامب بإنهاء النظام الإيراني وذلك لعدة أسباب..
منها أن نذكر أن ذراع أمريكا في المنطقة وهي إسرائيل ـ والتي تطلقها في منطقة الشرق الأوسط من باب التهويش أو التكدير لأمن وسلم المنطقة ومضايقة الدولة القوية مثل مصر، بل وأكثر من ذلك محاولة القضاء نهائيا على دول مثل سوريا ولبنان وفلسطين وغيرها.. وكل ما لم يصبح حليفا أو شريكا أو طوعا لها ولأطماعها ـ باتت تأكل تورتة الشرق الأوسط بمفردها دون أمريكا.
فقد أبرمت إسرائيل كثير من معاهدات واتفاقات التطبيع والتعاون التجاري والصناعي والتكنولوجي مع معظم دول الخليج والشرق الأوسط وأصبحت المصالح مع هذه الدول تخدم بشكل كبير الكيان الإسرائيلي.
لذا كان الأمر محل غِيرة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد هي الأخرى شيئاً ما من تورتة الخليج والشرق الأوسط التي أصبحت إسرائيل تستمتع بها وبمفردها..
لذا فالتفكير الأمريكي تمخض عن إطلاق إيران تمر في هذه المرحلة ليس حبا في إيران وإنما مواصلة أمريكا لابتزاز كثير من دول الخليج “خليج بهيج”.
لذا فليس من مصلحة أمريكا القضاء السريع على إيران.. ومن ثم تخسر حَلب دول الخليج وخيراته وذلك على طريقة أفلام السينما المصرية القديمة في تصوير الفتوة الذي يفرض “الإتاوة” ليحمي أبناء المنطقة من فتوة أكثر منه شراسة وعنفاً ومن الصعب التعامل معه أو الوصول معه لاتفاق يخدم مصالح جميع الأطراف..
وأضف إلى ذلك غرابة المشهد أن حولته أمريكا إلى صراع ” ديني ” بإنقاذ دول الخليج السُنية من خطر إيران الشِيعية.. وهو أمر في غاية العجب العُجاب..
لذا فسنجد أمريكا تقوم بردع بلطجي المنطقة إيران حتى ولو كان ذلك في إطار مزيد من الصفقات أو المسرحيات التمثيلية بين أمريكا وإيران، المهم أن تظل أمريكا هي من يكف الأذى عن دول خليج بهيج وخيراته.
وكل هذه الأمور هي محل دراسة للمواقف السياسية التي لابد أن تنتبه لها الدول وخاصة الدول التي تعتمد على جيوشها سندا وقوة مثل مصر وليس على استئجار جيوش من الخارج كخليج بهيج..
لذا فالأمر يذكرني بمقال سابق نشرته من قبل بعنوان #طاولة_القمار.
*تحليل ما بعد الحرب بقلم المستشار/ ياسين عبدالمنعم ياسين ـ رئيس مؤسسة البرلمان المصري ـ خريج برامج ودورات تثقيف ” الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية”.