في مقال أمس تحدثنا عن ” الحرب على رقعة الشطرنج ”
وبالفعل سنجد أثناء لعبة مباراة شطرنج أقصد (الحرب) متابعون كثيرون يتابعون الموقف بدقة ويحللون كل أمر وكل تحرك وكل نجاح وكل إخفاق..
ومن ضمن المتابعين ستجد قادة يتابعون بعناية شديدة ويستخدمون كل مهارات الملاحظة والتحليل أثناء ذلك
وكل هذا في إطار متابعة الحرب الحقيقية ومتابعة كل الأسلحة المستخدمة في الحرب لتقييمها وتقييم أدائها بشكل دقيق وفعال، بالإضافة لتقيم خطة الحرب شاملة (خطتي الهجوم والدفاع).
وهذه الدول كثيرة فهي عندما تنوي شراء سلاح فلن تسدد دولارا واحدا في سلاح عديم الفائدة ويسهل تدميره أو لا يستطيع أن يصد عنها هجوما..
لذا فهذه الدول لا تريد الحرب أن تنتهي بسرعة بل تريدها أن تتصاعد وتكبر وتعظم لأكثر من هدف مما تحدثنا عنهم في السطور القليلة الماضية ولا يفرق معها عملية السلام والاستقرار ..
وليس الدول التي تتابع لكي تختبر قدرات السلاح لكي تحصل عليه من منتجه فحسب، بل أيضا الدول المنتِجة للسلاح والتي تقدم للدول المتحاربة مساعدتها في صورة أسلحة كالصواريخ والطائرات المقاتلة والمسيرة والغواصات وكل أنواع السلاح صغيره وكبيره دقيقه وعظيمه، ليس حبا في الدولة ولكن لها مآرب أخرى ومصلحتها أولا، فهذه الدول أيضا تريد الحرب تستمر لكي تختبر أسلحتها في هذه الحرب وتعلن عنها بالشكل العملي المناسب.
ففكرة أن السلاح يُختبر في معركة تدريبية أو تمثيلية تعدها الدولة المُصنِعة للسلاح هي كثيرا لا تكون مرضية لها ولا أي من راغبي الشراء.
فالذي يرضي هذه الدول هو دخول السلاح معركة حقيقية على أرض الواقع فهذا هو أفضل وأقيَم للسلاح من حيث إختبار كفاءته ومدى فاعليته، وفي حالة نجاحه ستكون هذه المعركة هي السوق الأمثل الذي روّج لنوعية هذا السلاح وقدراته القتالية في الدفاع أو الهجوم أو الردع بمعنى أشمل.
لذا فهذه الدول تحرص على إستمرار الحرب وخاصة وأنها ليست على أرضها.. فأفضل معركة هي المعركة الحقيقية التي تتم بعيداً عن أرض البلاد.
لذا تقدم هذه الدول المنتجة للسلاح؛ سلاحها دون الحصول على قيمته لأنها تعتبر ثمن هذه الأسلحة هو بند من بنود الدعاية والتسويق للسلاح فإذا أثبت كفاءة انهالت العروض والتعاقدات.
لذا ستجد بعض الدول التي أعلنت دعمها لإيران ـ ففي حال صدقت في وعودها ـ فهي تقدم ما يشبه ( عينات سلاح ) وليس كما يتصور الأغلبية أنها ستُمطر أسلحتها على الدولة المدعومة منها.
لذا ستجد دولة باكستان وقد أعلنت أنها تمد إيران بالأسلحة لكنها لم ترسل إلى إيران سوى ما يشبه عينات السلاح..
يحدث هذا الإمداد بلا حساب عندما تكون الحرب مصيرية وتهدد وجودها.. ولكن عملية التجريب والدعاية للسلاح لها بغرض الاختبار والتسويق تكون في إطار “عينات” الدعاية وفي رأيّ أن الإمداد الكامل سيكون دعم مصير كما يحدث من الولايات المتحدة الأمريكية إلى ابنتها المدللة إسرائيل.
وتكملة لمقال أمس فأننا مازلنا في مرحلة إختبار القدرات وتقييم الأداء والتي لا يرغب الجميع أن تنتهي بسرعة…
المقال استكمالا لرؤية يقدمها المستشار/ ياسين عبدالمنعم ياسين ـ رئيس مؤسسة البرلمان المصري ـ وخريج برامج ودورات تثقيف ” الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية”.