أن تتشابك خطوط حياتك ومشاعرك
مع غالي يعاني من مرض عضال
لا يُرجي شفائه من أصعب
تجارب الحياة التي من الممكن أن
يعيشها أي إنسان في حياته
تتلاشى الحياة أمام عينيك من
جسده المنهك يوماً تلو الأخر
وتتضائل اهميه كل شئ
بعينيك يوماً وراء الثاني
وكأن دائرة الضوء تُسلط عليه هو
وحده ولا يعود بداخلها سواه
ولا يعود شئ كما كان
عيون تتعلق بأمل قد تبثه أنت بداخله
شعور بالأمان مسؤليتك أن تمنحه
له في أصعب أوقاته.. تحتوي مخاوفه
بهدوئك وتمتص قلقه واضطراب أفكاره
وحيرتها بثباتك.. في وقت قد لا تملك
منهم أي شئ لنفسك!!
إنسحابه لداخل نفسه تدريجياً
يليه إنسحاب من الحياة فعلياً
بشكل غاية في الآلم لأحبائه
إستسلام… وتسليم لقدر الله
الذي يراه يزحف ليقترب منه
كل لحظة.. لتأتي النهاية
ويحل السلام على روحه المتعبة.
ولكنه يخلق حالة من الخواء الداخلي
من بعده ..
رغم علمي بأنه قد ارتاح
من معاناته.. ولبى نداء ربهُ مُطمئناً
وإنه بمشيئته سبحانه في مكان
بالتأكيد افضل..
إلا أن القلب يرفض أن يتماشى
مع كلام العقل والمنطق
إحساس الفقد..
لا انت بقادر أن تُمسك في عزيزك
وهو يتألم على هذا النحو وهو وحده
من يعاني ويتمني الرحيل بسلام
ولا انت بقادر أن تشعر بالفرح له
أن استجاب المولى لرجائه وضمه
إلى جواره!!!
فالحياه من بعده ينقصها حياه.
معادله صعبه لا تجد لها اتزان بداخلي
أن تعيش وجزء غالي منك ذهب
إلى خالقه.
“اللهم أنر بصيرتي وبصري وراضني بقدري
ولا تختبر بالفقد صبري وأجبر ما إنكسر مني وأحيني وأمتني مقبولاً مستورا”.