نشيد بكل التقدير الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدولة لمحاربة فيروس كورونا المستجد وتقليل خسائره البشرية والجهود المبذولة في هذا السياق ، ونثمن كذلك المبادرات التي أنطلقت من بعض الأفراد ومنظمات المجتمع المدني لتخفيف الآثار المترتبة على عائلات الطبقة المتوسطة والعمالة غير المنتظمة من تطبيق تلك الإجراءات .
وحيث أن الأيام القادمة تعد بمثابة عنق الزجاجة بالنسبة لمصر في حربها ضد هذا الفيروس الذي يبلغ ذروة انتشاره في غضون أسبوعين من الآن ، فإما أن نخرج منتصرين بإذن الله ، أو أنه يتمكن منا لا قدر الله ، فلذلك لا بد من تكثيف الاستعدادات الصحية بشكل كبير خلال هذه الفترة تحسبا لكل السيناريوهات المحتملة ، لذا أقترح التالي :
١. تخصيص مستشفى أو اثنتين في كل مدينة من المدن الجديدة كالتجمع وأكتوبر وزايد والشروق لتكون مقرا للكشف المبدئي عن الفيروس لسكان هذه المناطق وذلك لتخفيف الضغط على مستشفيات الحميات أولا ، ولكي لا تكون بؤرة لنقل المرض بدلا من اكتشافه .
٢. تزويد المستشفيات المخصصة لذلك بأجهزة مسح العينات وتحليل (PCR) لغرض التعامل السريع مع الحالات الإيجابية وتحويلها الى مستشفيات العزل .
٣. تجهيز مستشفى ميداني في كل مدينة من المناطق المذكورة للعزل والعلاج ومن المناسب أن تقام في احدى المدارس او في مراكز الشباب ، ويتم انشائها بالجهود الذاتية من مساهمات رجال الاعمال وتبرعات الأهالي في كل منطقة .
٤. تزويد المستشفى الميداني بعدد ثلاثة اجهزة للتنفس الصناعي عن طريق الاستعارة من المستشفيات الاخرى الموجودة في المنطقة على ان تعاد لهم بعد اجتياز الأزمة .
٥. على غرار حملات التطعيم في المنازل التي تقوم بها وزارة الصحة وأثبتت نجاحها خلال السنوات الماضية ، يمكن تطبيق هذا النموذج بحملات منزلية مماثلة للكشف عن الفيروس ، بحيث يقوم طاقم الحملة بزيارة المنازل والاستفسار عن الحالات المشتبه بها في كل منزل واخذ العينات منها وخاصة القادمين من الخارج او المخالطين لحاملي الفيروس .
٦. الاستعانة بطلبة الطب والصيدلة ومعاهد التمريض للجامعات الموجودة بتلك المدن الجديدة للعمل في المستشفى الميداني تطوعا وذلك لمن يرغب ، ويمكن مكافائتهم باحتساب درجات إضافية لهم في سنوات دراستهم القادمة وإعفائهم من نصف فترة التكليف بعد التخرج .وبالفعل هذا الاقتراح معمول به في الجامعة البريطانية بالشروق في كلية التمريض هناك
٧. تشغيل عمالة اليومية المنقطعون عن العمل بسبب الأزمة في اعمال النظافة والتعقيم في مرافق المدينة بعد اخد الإجراءات الاحترازية معهم وذلك لحمايتهم وهذا سيكون بمقابل مادي يتحمله اصحاب المنشآت والميسورون .
هذه بعض المقترحات التي أردت ان اتقدم بها لوطني وللجهات المعنية بمدينة السادس من اكتوبر لعرضها على المسئولين في الوزارات المعنية لبحث إمكانية تنفيذها .. ولعلي أرى جهة مستنيرة تدعم تنفيذها لنتخطي عواقب عدم تنفيذها.. والله خير معين .