يهل علينا شهر رمضان المبارك هذا العام في ظروف استثنائية لم نعهدها من قبل في ظل هذا الوباء الذي ابتلينا به فشل حركتنا ونغص علينا حياتنا وحرمنا حتى من ممارسة شعائرنا الدينية في دور العبادة التي يحب الله أن يذكر فيها أسمه.
إنه أمر جلل أن يأتي الشهر الكريم وتخلوا فيه المساجد من المصلين ونسمع صوت المؤذن ينادي ( آلا صلوا في بيوتكم .. آلا صلوا في رحالكم ) لنحرم من نعمة صلاة التراويح وصلاة التهجد في الجماعة بالمساجد ، وحضور خاتمة القرأن ، وأدعية الشيخ في ليلة القدر التي نحيا ببركتها من رمضان الى رمضان ، ونحرم كذلك من ممارسة عاداتنا المتوارثة في الشهر الجليل من الزيارات العائلية ولمة الأهل والأحباب على الإفطار والسحور وموائد الرحمن والأجواء الرمضانية الجميلة التي تعودنا عليها جميعا .
قدر الله وما شاء فعل .. فهذا حكم الله ونحن له شاكرين ، ونعوذ به شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، ونحمده جلت قدرته على نعمه التي لا تعد ولاتحصىى ومنها نعمة الصوم التي فرضها علينا لأسباب دينية وإيمانية ، ولفوائدها العظيمة على النفس والبدن وعلى الصحة العامة للصائم .
يقول علماء الفيروسات والأمراض المعدية أن الصوم يزيد من المناعة ويحافظ على الأعضاء الحيوية وينشط الدورة الدموية ، وهذا ما تحتاجه أجسامنا لمقاومة هذا الفيروس اذا ما أصاب أحدا منا لا قدر الله.
ان الصوم نعمة ، وبالصوم والإيمان وبقراءة القرأن وكثرة الدعاء وبفضل الشهر الكريم سننتصر على هذا الوباء ، وسنشكر الله على نصره ، ونقول له يا عظيم يا رحيم يا قادر يا مقتدر :
*لقد استوعبنا الدرس وإنا لضعفاء *
وكل عام وأنتم بخير