أتَعجب من بعض المسئولين والإعلاميين الذين دائماً ما يصرحون بأنهم لا يميلون لنظرية المؤامرة ، وأكاد أجزم بأن أغلبهم يؤمنون بها ويقرون بوجودها ويأخذون حذرهم أكثر من غيرهم في التعامل مع الآخرين خشية أن تحاك بهم المؤامرات أو تدبر لهم المكائد ، ولذلك فهم يطبقون المثل المصري ( حرص ولا تخون ) بحذافيره حتى مع أقرب الأقربين إليهم ، ولكنهم في العلن ينكرون ذلك .
إنني أؤمن بنظرية المؤامرة تماماً كما أؤمن بالحسد ، فكل الشواهد في محيطنا المحلي وفي عالمنا الكبير تؤكد بما لا يدع مجال للشك بوجود المؤامرة ومنذ زمن بعيد ، فعلى المستوى العالمي ألم يكن اغتيال الرئيس الأمريكي جون كنيدي في عام 1963 نتيجة ( مؤامرة ) ، هذا ما أكده بعض الكتاب والصحفيين وتبنته بعض الكتب التي تم تأليفها عن حادثة الاغتيال والتي بلغت أكثر من ألف كتاب ، وكان سندهم في تبني نظرية المؤامرة هذه هو اغتيال المتهم الرئيسي في قتل جون كنيدي بعد اغتياله بيومين فقط وكأن صاحب المؤامرة أراد أن يخفي شيئاً ! وألم تكن الحروب العالمية قد وقعت بسبب (مؤامرات دولية) ، وهل تستبعد أن تكون الفيروسات الوبائية التي ظهرت في العالم على مدى العقود الفائتة وقتلت ودمرت مجموعات من البشرية وآخرها فيروس كورونا ، هي امتداد لنظرية ( المؤامرة ) .
وقريب من محيطنا ، ألم يأتي احتلال أرض فلسطين بفعل ( المؤامرة ) ، وألم تكن المحاولات الغربية الفاشلة لطمس هوية بعض الشعوب العريقة صاحبة التاريخ والحضارة ( مؤامرة ) ، وهل ما وقع من ثورات في بعض دول المنطقة يخلو من (المؤامرة) ، وماذا تسمي ما يحدث من محاولات للوقيعة بين دولنا العربية الشقيقة بين الحين والآخر وإحداث الفتنة فيما بينهم ، آلا يسمى ذلك ( مؤامرة ) .
وعلى المستوى الشخصي ، ألم نتعرض جميعاً في حياتنا اليومية لبعض المؤامرات من أصحاب وأصدقاء أو من أهل وجيران ومن زملاء في العمل لتحقيق مصالح شخصية لفريق على حساب فريق ، ولا شرط أن نكون نحن المجني عليهم ، فقد نكون نحن الجناة بالتخطيط أو بالمشاركة في بعض هذه المؤامرات بعمد أو دون عمد .
الحياة مليئة بالمؤامرات ، فلا تكن دبلوماسياً وتنكر ذلك ، وانت الذي تستخدم كل فنون المناورة لتتجنب صدمات المؤامرة.