أتحدث هنا عن رجاء الجداوي الانسانة لا الفنانة ، رجاء المواطنة المصرية التي ترقد على فراش المرض في إحدى مشافي الدولة المجانية المخصصة لعزل وعلاج مصابي وباء كورونا اللعين ، وهي واحدة من عشرات الآلاف من المصريين والمصريات الذين يتلقون العلاج على نفقة الدولة ، لكنها فقط ودون غيرها من بين كل هؤلاء نالت ما نالت من الغيبة والنميمة والغل والحقد والحسد من أصحاب النفوس المريضة بسبب علاجها بالمشفى الحكومي ، يستكثرون عليها أن تحصل على حقها في العلاج ويتهمون الدولة زورا وبهتانا بأنها تهتم بعلاج الشخصيات العامة والمشاهير على حساب المواطن الفقير ، وفي ذلك كذب وافتراء وتدليس .
فلماذا كل هذه الضجة ولماذا كل هذا الغلو على هذه السيدة المحبوبة التي طالما أسعدتنا ، لما لا تراعون سنها وتاريخها وظروف مرضها ، هل لانها ممثلة وفنانة مشهورة ؟!؟ هل لأنها ميسورة وثرية ومستورة ؟!؟ ما أدراكم بأحوالها وظروفها ، لا يغركم مظهرها وتألق إطلالتها ، فالله وحده أعلم بحوائج البشر ومعاناتهم وضعف حيلتهم وان بدوا سعداء أصحاء أقوياء .
إن مسيرة هذه السيدة تقترب من نصف قرن قدمت فيها العديد من الاعمال الفنية المتميزة التي تركت بصمه سواء في السينما او المسرح او التلفزيون وهي سيدة ودودة ومحبة لكل من حولها .
إنها الآن في مستشفي للعزل ولم تسافر لتقضي مع المرض أسعد اللحظات في احد المنتجعات ولكن عزلت في مستشفي بالمحافظة التي ولدت بها فما الذنب الذي ارتكبته ، فقد دخلت هذه المستشفى منذ ما يقارب الشهر تقريبا وتحديدا يوم ٢٠٢٠/٥/٢٤ عندما اعلن عن خبر اصابتها بالكورونا ، وفي هذا اليوم تحديدا كانت اعداد المصابين في مصر وصلت وطبقا لتقارير وزارة الصحة المصرية الى (١٧٢٦٥) حالة من ضمنهم (٤٨٠٧) حالة تعافي وخروج من العزل و (٧٦٤) وفاه ، كما ان عدد الحالات ايجابية الاصابة في ذات اليوم كانت (٧٥٢) حالة و (٢٩)حالة وفاه ، لكنكم تركتم كل هذه الأرقام وأنصب تركيزكم الهيستيري على حالة هذه الفنانة فقط ، وها هي الآن ترقد في العناية المركزة وقد طالت فترة علاجها ولم تتحسن حالتها رغم حقنها بالبلازما لمرتين ولكنه يا سادة ( النبر والنق والعين التي فلقت الحجر ) حتى في المرض سبحانك يا الهي .
إن ارضاء الناس غاية لا تدرك ، ندعو الله أن يشفيكي سيدتي وكل من معكي ، ويرحمنا المولي برحمته .