لا سلام عليكم ولا تحية لكم مهما كنتم .. بل السلام والتحية لكل المخلصين من أشقائنا العرب الذين تأذوا من تصرفاتكم وتصدوا لكم مستنكرين فعلتكم التي تجاوزتم بها كل حدود الذوق والأدب والأخلاق ، وسلام وتحية لأصدقائنا من الجنسيات الأخرى الذين رفضوا هذه الإساءة البالغة في حق مصر والمصريين وعبروا عن حبهم بتلقائية وعفوية من واقع رؤيتهم لمكانة مصر وعظمة شعبها الكريم .
لن نفعل كما فعلتم ، ولن نرد الإساءة بالإساءة ، فيكفينا مظاهر الحب التي لمسناها من الجميع عقب نشر مقاطع الفيديو الخاصة بكم والتي تحمل كل مشاعر البغض والكره ، والشر والأذى ، والسب والقذف ، والحقد الدفين .. بل سنوضح بعض الحقائق الغائبة عنكِم وعن من يحملون نفس أفكاركم ، وسنتحدث عن مصر بموضوعية دون عنصرية أو تحيز للانتماء :
أولا : لا تظنون أن أبناء مصر بالخارج ضعفاء أو جبناء لأنهم لايردون عدوانكم أو اعتدائكم عليهم فهم قادرون على ذلك لكن تمنعهم تربيتهم وتقديرهم للقمة العيش وحرصهم في الحفاظ على مصدر رزقهم وحتى لا تزول النعمة من وجوههم ، وأنتم تعلمون ذلك جيدا وتستغلونه في إظهار قوتكم الهشة وأنتم الضعفاء .
ثانيا : بصرف النظر عن تاريخها وحضارتها التي لا تهمكم ولا تعنيكم ، وبغض النظر عن مواقفها وأدوارها التي تنكروها وتتجاهلوها ، وبغض النظر عن علماءها ومفكريها الذين لا تحبونهم ولا تهووهم ، وبغض النظر عن قوتها وبطولاتها التي تستخفون بها وتستهينوا ، نحدثكم عن مصر اليوم ونقول لكم :
إن مصر اليوم برغم ندرة مواردها وقلة عائداتها فلقد شهدت طفرة اقتصادية واجتماعية هائلة خلال السنوات الأخيرة تفوق في تكلفتها وتطورها ما نفذته بعض دول المنطقة منذ اكتشاف النفط في الخليج وحتى اليوم ، لا مبالغة في ذلك ، فهل تعلموا أيها الكارهين أن مصر أنشأت خلال العقود الثلاثة الأخيرة أكثر من مدينة عالمية متطورة في بنيتها ومرافقها وتجهيزاتها تزيد في مساحتها عن بعض الدول العربية الشقيقة ، وتجذب ملايين السياح من جميع دول العالم سنوياً مثل مدينة الغردقة وشرم الشيح ، والعين السخنة ، ومرسى علم ، وسفاجا ، والساحل الشمالي، وهل تعلموا أنه يوجد بمصر منتجعات سكانية حديثة لا مثيل لها في بعض دول الخليج الشقيقة مثل مدينة الرحاب ، ومدينتي ، والشروق والعبور والعاشر وزايد وأكتوبر والتجمع ، وهل تعلموا أن المشروعات التي تم تنفيذها في مصر خلال العامين الأخيرين من طرق وكباري وأنفاق ومشروعات سكنية مختلفة المستويات لم ينفذ ولا حتى نصف عددها في دول المنطقة مجتمعة خلال السنوات العشر الأخيرة ، وهل تعلموا أن مصر تنشأ حالياً عدد سبع مدن ذكية لا نظير لها على مستوى المنطقة منها عاصمة إدارية جديدة للقاهرة .
أما عن هجرة المصريين للعمل بالخارج ، فإن القوى البشرية هي الثروة الحقيقية لأي وطن ، ومن المتعارف عليه أن هناك دول مصدرة للعقول ودول أخرى مستوردة لها ، وهذا لا يعيب أي منهما وكلاهما يحتاج للآخر وكلاهما مستفيد.
(راجعوا أنفسكم وكفوا عن الإساءة) .
يقول الله تعالى :
{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء:7] صدق الله العظيم