في مقالي هذا أطلق مبادرة تتعرض لمبدأ من مبادئ الشرف والخلق الكريم التي أوصانا بها ديننا الحنيف ألا وهو ” رد الجميل”.
وأنا أعلم مسبقا أن هناك من قد لا يعجبه ما أقول من أولئك المرجفون من أصحاب مصطلحات “التطبيل” و”مسح الجوخ” و..و..إلخ.
أما هؤلاء فسوف أتجاوزهم .
فانا الآن على مشارف عامي الرابع والسبعين بما يعني أنني لست طامعا في منصب ولا وظيفة ولا أزاحم أحدا في ميزة أمتازها او مكسب مادي أو معنوي أحظى به بعد ان حظيت بأكبر شرف وأعلى وسام في بلدي وهو مشاركتي في حرب تحريرها.
فهدفي أسمى كثيرا من أن يقف عند كاره أو حاقد أو محبط أو مرتد لنظارة سوداء، وإنما هدفي تكريم معاني الشرف والخلق الكريم وعفة النفس وإنكار الذات والتفاني والعطاء بلا حدود. وكلها يتميز بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي (حفظه الله).
لاشك أن الأيام تنقضي مهما كثرت، وأن السنين تمضي مهما طالت. وتبقى الذكرى الطيبة هي الباقية، وسجل الإنجازات هو الفيصل.
وبنظرة سريعة إلى الخلف ، وإلى ماضي الأيام، فسوف ندرك أن كل رئيس ممن تولوا حكم البلاد – وكلهم شرفاء عدا الجاسوس- قد جعل لنفسه شيئا يذكر به المصريون فترة حكمه ويترحمون عليه فينال مغفرة رب العالمين- بعد عمر طويل- وقد نتفق أو نختلف في حجم إنجازات كل منهم لوطنه فذلك قد صار تاريخا وسوف يحكم عليه التاريخ.
فالرئيس/ جمال عبد الناصر – بنى عدة منشآت حمَّلها إسمه.
فنجد: مدينة نصر بشرق القاهرة والتي كانت “مدينة ناصر” وتم تحوير إسمها فيما بعد. ثم “منشأة ناصر” على طريق الأوتوستراد ومعهد ناصر الطبي على كورنيش شبرا ، وكل ما يحمل إسم ناصر من شركات حكومية أو مناطق مستصلحة أو مدن في أقصى الصعيد إنما سميت كذلك تخليدا لذكراه.
ثم كان من الرئيس السيسي أن أطلق إسمه على إحدى القلاع العائمة والتي إمتلكها الجيش المصري ، وأعني بها حاملة المروحيات ميسترال (جمال عبد الناصر).
والرئيس/ أنور السادات: أنشأ مدينة بمحافظة المنوفية تطل على الطريق الصحراوي (القاهرة/الإسكندرية) كمنفذ للمحافظة التي ينتمى إليها – المنوفية- وأسماها مدينة السادات.
فظل إسمه يتردد على لسان كل ذاهب ومغادر إلى ومن مدينة السادات.
ثم كان من الرئيس السيسي أيضا أن أطلق إسمه على حاملة المروحيات الثانية (أنور السادات).
أما الرئيس/ حسني مبارك ، فقد أطلق إسمه على عدة منشآت رياضية وتعليمية بين ” ستاد مبارك ، وأكاديمية مبارك للعلوم والتكنولوجيا، وغيرها من المنشآت ويبقى تخليده الأكبر من خلال ما نسبه لنفسه على مدى ثلاثين عاما من إنتصار حرب أكتوبر باعتباره صاحب النصر من خلال الضربة الجوية الأولى فنشأت أجيال خلال فترة حكمه تعتقد بذلك.
حتى الرجل الوطني المخلص والرئيس المؤقت ” عدلي منصور” فقد كرمه الرئيس السيسي بإطلاق إسمه على خط المترو الثالث ، ثم على أكبر محطة ليس فقط في مصر ولكن في الشرق الأوسط كله تربط كافة بقاع القاهرة والمحافظات من خلال عدد من وسائل المواصلات يرتادها كل يوم الملايين من أبناء هذا الوطن ويتردد إسمه ملايين المرات في اليوم الواحد، فلم يبخسه حقه.
حتى الرئيس/ محمد نجيب (أول رئيس لجمهورية مصر العربية) رغم عدم تأثيره الملموس للعامة في التاريخ الوطني لأسباب ليست مجال المقال فقد كرمه الرئيس السيسي بأن أطلق إسمه على أكبر قاعدة عسكرية شمال مصر.
ولقد عودنا الرئيس على زهده في أي تكريم ، وإنكاره لذاته في كل المواقف وما نسب يوما إلى نفسه إنجازا وإنما نسبه إلى ( المصريين)، وأشهد وربما تشهدون معي على أن هذا الرجل هو باعث مصر الحديثة وأن إنجازاته على أرض مصر يشهد بها القاصي والداني ، وأن إنجازاته السياسية قد وضعت مصر في مصاف دول كانت تحلم بأن تكون بينهم.
ومع ذلك ولأن الرجل جبل على إنكار الذات فلم يفعل لنفسه شيئا يخلد ذكراه ولم يطلق إسمه ولو على شارع ، هكذا هي نفسه العزيزة الكريمة.
ترى أليس من العدل أن نطلق إسمه على حُلمٍ حَلِمَ به …وحققه…وصار مفخرة لمصر ، بل ورمزا من رموز تقدمها العلمي والتكنولوجي.
وصار مزارا يمنح الفخر والعزة لكل مصري عندما يأتي إليه الأجانب ويشيدون به. وأعني به العاصمة الإدارية الجديدة.
صدقوني الرجل بما عرف عنه من زهد إذا عرض عليه هذا الأمر فسيرفضه. وهنا يأتي دورنا لتشكيل حملة مطالبة لسيادته بالقبول ، فهذا أقل ما يقدم له عرفانا بجميله.
فهو صاحب الفكرة وكل العاملين في مصر أصحاب التنفيذ. وهنا تكتمل المعادلة ويكون الوفاء.
انا لست من أنصار الإستشهاد بأجانب ولكن بما أن الشئ بالشئ يذكر فأذكر نفسي وإياكم ان أكبر دولة في العالم لم تجد إسما لعاصمتها لتسميها به أفضل من ” واشنطن” وهو إسم أحد رؤسائها الأوائل (جورج واشنطن) تخليدا لذكراه.
ليرى العالم مظاهرة حب ووفاء وإلتفاف لشعب مصر حول رئيسها فما عُرِفَ المصريين إلا بالوفاء.
وليكن الإسم الجديد للعاصمة الإدارية الجديدة = السيسي
وليطلق عليها رسميا في أول يوم عمل للحكومة من مكاتبها الجديدة هناك.