يقول الأستاذ محمد توفيق في كتابه “الغباء السياسي .. كيف يصل الغبي إلى الحكم” : أنه يُمكن تعريف (الغبي سياسيًا ) بأنه الشخص المغرور برأيه والرافض لقبول النصيحة، علاوة على أنه غير قادر على تسيير أمور الناس ورعاية مصالحهم؛ لعدم إلمامه بكل شيء يجري حوله، مما يترتب عليه قيامه بتصرف يتسم بالغباء، بينما يظن هو أنه الخيار الأفضل.
وينطبق هذا التعريف تماما على فكر الإخوان الذي يتسم بالغباء الشديد فهم عبدة لأفكارهم التي تربوا عليها وترعرعوا في بيئتها وأمنوا بصحتها وأقسموا بالولاء لها ، ولذلك فهم يعتقدون دائما بأنهم الخيار الأفضل في حين أن فشلهم الذريع في إدارة أمور البلاد كان دليلا دامغا على غبائهم الذي أقر به أقرب محبيهم والمتعاطفين معهم فلا تقبلوا منهم النصيحة ولا سمحوا لهم بالنقد ولا حتى بإبداء وجهة نظرهم وعندما ثار الشعب عليهم استهزأوا به وضغطوا عليه وجيشوا اتباعهم للمواجهة والصدام والعنف والارهاب .
وتلك هي صفاتهم وسماتهم منذ الاعلان عن تأسيس جماعتهم وحتى اليوم مهما اختلفت جنسياتهم ولهجاتهم وألوان بشراتهم ، فلغتهم وشعاراتهم واحدة في كل المنابر ، وتصرفاتهم وأساليبهم واحدة في كل المواقف ، ومن أعمالهم سلط عليهم فسقطوا في كل البدان التي زعزعوا الاستقرار فيها مثل مصر والسودان وليبيا وأخيرا تونس التي تحمل شعبها تباتة الاخوان وغلاستهم وتلاحتهم لأكثر من عشر سنوات حتى بلغ السيل الزبى فخرجوا بالالاف للمطالبة بابعادهم عن الحياة السياسية والبرلمانية ، واستجاب الرئيس قيس السعيد لأمر الشعب وأصدر قراراته التاريخية التي وجدت ترحيبا واسعا من التونسيين جميعا وندعو الله أن تكلل بالنجاح ليكتمل مسلسل سقوط الاخوان في المنطقة .
ان ما يحدث في تونس الآن هو المشهد الأخير من هذا المسلسل وبنهايته سيصبح الاخوان جماعات متفرقة يلملمون بقاياهم ويضمدون جراحهم ، وسيختفوا حتى يتعافوا ، وقد يعودون للمشهد من جديد بعد مائة عام فهم كالوطاويط يجيدون الطيران عند الفرار وكالنعام يحسنون الاختباء عند الخطر وكالديوك من حيث الصياح .