من بين ١٣٤ رياضيا مصريا يشاركون في أوليمبياد طوكيو لا يشاهد المصريون الا مباريات كرة القدم وكرة اليد فقط ويكتفون بمتابعة نتائج الألعاب الأخرى ودون اكتراث ، يأتي ذلك برغم علمهم بأن الأمل في حصول أيا من اللعبتين الجماعيتين على أي ميداليات أوليمبية في هذه الدورة يعد ضعيفا فتاريخ مصر في الاوليمبياد يشهد على ذلك فكل الميداليات التي حصلت عليها مصر عبر مشاركاتها السابقة وعددها (٣٢) ميدالية جاءت من ألعاب فردية .
ان لمصر تاريخ حافل في الاوليمبياد حيث بدأت مشاركاتها الأوليمبية الأولى في دورة استوكهولم عام ١٩١٢ ثم شاركت في كل الدورات التالية باستثناء ثلاث دورات فقط لأسباب سياسية وقد بدأت في حصد الميداليات اعتبارا من دورة امستردام عام ١٩٢٨ ، وكانت أهم انجازاتها في دورة برلين عام ١٩٣٦ التي شهدت سطوع نجم أسطورة رفع الأثقال المصري العالمي خضر التوني الذي أبهر العالم بحصوله على الميدالية الذهبية على حساب بطل العالم الالماني رودلف سماير في حضور الزعيم النازي هتلر الذي قال للبطل المصري كم تمنيت أن تكون ألمانيا وعليك أن تعتبر ألمانيا وطنك ، وقد حصدت مصر خلال هذه الدورة خمس ميداليات منها اثنتين ذهبية .
لم تحصل مصر على أي ميدالية ذهبية في الاوليمبياد منذ عام ٢٠٠٤ والتي فاز بها بطل المصارعة كرم جابر في دورة أثينا ، ولو نظرنا الى قائمة الدول الاكثر استحواذا على عدد الميداليات ستأتي أمريكا منفردة على رأس هذه القائمة يليها الاتحاد السوفيتي سابقا وبفارق كبير ثم المملكة المتحدة تحل ثالثا ، وقد حصدت هذه الدول ميدالياتها من الألعاب الفردية ، ومصر لا تقل عن الدول الثلاث تاريخا ولا حضارة ولا تبتعد عنهم في عدد المشاركات الا قليلا ، ومن المفترض أن تكون في مستواهم .
مصر الآن تتربع على عرش الألعاب الاوليمبية عربيا وأفريقيا ولكن في ظل الأرقام التي حققتها في المشاركات الأخيرة فإنها لن تحافظ على هذا التقدم الا لبضع سنوات ، لاسيما وان هناك بعض الدول الغنية في المنطقة التي تمنح جنسيتها لأبطال من مصر وغيرها لحصد الميداليات باسمها لتقليل الفارق في عدد الميداليات حتى تتفوق علينا في المستقبل ويومها سيأتي من يقول أن قوة الدول لا تقاس بحجمها ولا بحضارتها وتاريخها ولا بعدد سكانها بل بحاضرها وبانجازاتها وأرقامها القياسية .
ان صناعة بطل أوليمبي يحتاج مضاعفة جهود الدولة في مجال الرياضة عموما والألعاب الفردية على وجه الخصوص ، ومع احترامي لوزارة الشباب والرياضة فإن دورها لا يزال تقليديا يخلو من الابداع والابتكار ومحصورا في ارضاء الاندية وحل المشكلات وتسليم الدروع والكؤوس المحلية ، أما على المستوي الاقليمي والدولي فإن التمثيل المشرف يظل وكما كان في الماضي هو أقصى غاياتها ، وهذا لا يرقى لفكر رئيس الدولة الذي يسابق الزمن لبناء الجمهورية الجديدة التي لا سقف لطموحاتها.