عندما يكون الفارق في عدد النقاط بين الحاصل على درع الدوري العام والوصيف ست نقاط قبل الجولة الأخيرة من المسابقة فهذا يعني أنه لا وجه للمقارنة بين مستوى البطل (المارد الأبيض) وأقرب منافسيه وباقي فرق المسابقة فالتفوق كان ملحوظا ومحسوسا وملموسا ومحسوما لصالحه فنيا وتهديفيا واداريا وجماهيريا أيضا ، فمن الناحية الفنية اتسم أداء نادي الزمالك بالامتاع الكروي والمهارات الفردية العالية والجمل التكتيكية والأهداف الملعوبة ناهيك عن الاداء الرجولي والجماعي والجمالي ، وتهديفيا فقد استقبل مرماه أقل عدد من الأهداف وسجل مهاجموه العديد من الأهداف الجميلة وأهدروا ضعفها رأفة بالفرق الأخرى وألغيت لهم أهدافا بالجملة بداعي التسلل وبحجة الفار ، وعلى مستوى الإدارة فقد نجح المجلس المعين في مهمته بامتياز بعدما عمل في صمت وأهتم بشؤون ناديه فقط وترك للآخرين الصوت العالي ، أما جماهير الأبيض صاحبة القلوب البيضاء والتشجيع المثالي فقد أكدت في كل المناسبات أنها اللاعب رقم واحد في الفريق ، جماهير تتسم بالولاء لناديها وعشقها له وحبها للعبة الحلوة وبحثها الدائم عن المتعة قبل النقطة ، جماهير لا تشجع فريقها بالوراثة ولا بالتبعية بل بالرضا والاقتناع .
فاز الزمالك بأصعب وأطول دوري في العالم ، وهو البطل بالحق والمستحق ، الحق الذي عاد اليه في الأسابيع الأخيرة من عمر المسابقة ، والمستحق لأنه أكثر الفرق فوزا في المباريات ، ومهما حاول البعض التشكيك في استحقاقه لهذا اللقب هذا الموسم فلن يلتفت اليهم أحد قياسا على الاداء العالي والثابت طوال الموسم حتى النقاط التي فقدت منه لم تكن لسوء المستوى بل لغياب التوفيق ، ففي سنوات سابقة كان الزمالك هو الأقرب للحصول على الدرع وحرم منه بفعل فاعل لكنه في هذه المرة لم ييأس ولم يستسلم ولم يحبط ولعب بجدية وعزيمة حتى الرمق الأخير وتغلب على كل المصاعب والتحديات فنال اللقب الغائب عنه منذ ست سنوات .
مبروك للزمالك البطل بالحق والمستحق .