احدثت واقعة السيدة المسيحية التي طلبت وجبة كشري من أحد المطاعم الشهيرة بمدينة نصر قبل صلاة المغرب ولم يسمح لها أحد العاملين تناولها الا بعد آذان المغرب ردود فعل متباينة بين رواد منصات التواصل الاجتماعي كما تناولها عدد من المشاهير عبر صفحاتهم الشخصية مابين مؤيد ومعارض ، والموضوع ليس بجديد فقد سبق وان حدثت مثل هذه المواقف مرات عديدة من قبل ولكن لم يلتفت إليها أحد لأنها كانت تعالج في حينها بتراضي الأطراف فنحن شعب واحد لا فرق فيه بين مسلم ومسيحي فالكل يحترم الآخر ويقدر مناسباته الدينية بل ويشاركه فيها .
وبالنظر لهذه الواقعة تحديدا نجد أن النوايا الحسنة كانت متوافرة بين الطرفين فلا عامل المطعم أهان المواطنة المحترمة السيدة سيلفا بطرس ، فربما كان الموقف جديدا عليه وتصرف بتلقائية خاصة وأن مثل هذه المطاعم لا تفتح أبوابها الا بعد العصر للتحضير لوجبة الافطار والجميع يأخذ مكانه انتظارا للآذان فقد تعامل العامل بحسن نية ، وكذا الحال بالنسبة للسيدة سيلفا فقد نشرت منشورها بعد أن شعرت بشيء من الاضطهاد وارادت فقط ان تعبر عن استيائها دون تجريح لأحد ودليل حسن نيتها أنها لم تذكر اسم المطعم حتى لا يتعرض للايذاء .
الموضوع كان في غاية البساطة لكن بعض المتطوعين أرادوا افتعال أزمة فسكب الزيت على النار ، منهم من وجدها فرصة للوقيعة بين أبناء الوطن ، ومنهم من أراد أن يسجل موقف ويساند هذا الطرف أو ذاك لكسب ود شريحة من المجتمع على حساب شريحة أخرى ، وفي واقع الأمر أن مثل هذه الأفعال الملتوية لن تنال من نسيج هذا الوطن وكل من حاول أن يفعل ذلك سابقا فشل فشلا ذريعًا ولله الحمد ، ولمن أراد الشهرة وجاهر بفطره فلن يتعاطف معه أحد ولا يظن أن مجاهرته هذه ستضيف له لقبا جديدا أو سينال بسببها الاعجاب على رجولته وشهامته فما فعله بعيدا عن كل ذلك بل كان من الممكن أن يزيد الأمور تعقيدا لو تفاعل معه أو ضده المتشددون من الطرفين لكن الله سلم ، أما فطره فلن يشغل بال الصائمين ولن يضر أيا منهم ، بل الفاطر المجاهر بفطره هو أكثر المتضررين من هذه الواقعة .
تحية لكل المسلمين والمسيحيين في بلدنا ، وأرجو أن يتوقف الموضوع عند هذا الحد قبل أن يتناوله الكاتب والسيناريست والاعلامي الشهير ويخرج علينا بفتوى جديدة عنوانها (فتنة الكشري) ورمضان كريم .