في آواخر أيام شهر الخير تتوقف اذاعة الأغاني الرمضانية لتحل محلها أغاني العيد ، وكما استعرضنا معا طوال الشهر الفضيل أشهر هذه الأغاني ، نعرض في الحلقتين الأخيرتين من رمضانيات أهم وأشهر أغنيتان عن العيد ونبدأ اليوم بأغنية :
(يا ليلة العيد)
غناء كوكب الشرق أم كلثوم من كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي ، وتقول :
يا ليلة العيد آنستينا
وجددتي الأمل فينا .. يا ليلة العيد
هلالك هل لعنينا
فرحنا له وغنينا
وقلنا السعد حيجينا
على قدومك يا ليلة العيد
جمعت الأنس ع الخلان
ودار الكاس على الندمان
وغني الطير على الأغصان
يحيي الفجر ليلة العيد
حبيبي مركبه تجري
وروحي فى النسيم تسري
قولوا له يا جميل بدري
حرام النوم فى ليلة العيد
يا نور العين يا غالي
يا شاغل مهجتي وبالي
تعالى اعطف على حالي
وهني القلب بليلة العيد
يا نيلنا ميتك سكر
وزرعك فى الغيطان نور
تعيش يا نيل ونتهنى
ونحيي لك ليالي العيد
والليلة عيد ع الدنيا سعيد
وقد غنت الست هذه الأغنية في عام ١٩٣٩م ضمن أحداث فيلم “دنانير”من إخراج أحمد بدرخان ، وعلى مدار أكثر من ثمانين عاما مضت لازلت تذاع في كل عيد ولازلنا نستمتع بها ، وللأغنية قصص عديدة حيث استوحت كوكب الشرق مطلعها من بائع متجول وطلبت من بيرم التونسي تأليفها ولم يمهله القدر فطلبت من رامي استكمالها ، وبعد أن سجلتها وادخلتها ضمن أحداث الفيلم قامت بعد ذلك بإجراء تغييرات في بعض كلماتها وفقا لكل مناسبة غنتها فيها ، فالكلمات الأصلية للأغنية كانت تتضمن كوبليه يتحدث عن نهر دجلة وكوبليه اخر تمدح فيه بطلة الفيلم هارون الرشيد وحبيبها جعفر البرمكى ، فغنتهما كالتالي :
دجلة ميتك عنبر
وزرعك في الغيطان نور
يعيش هارون يعيش جعفر
ونحيلهم ليالي العيد
وقد حذفت تلك الكلمات من الأغنية فيما بعد ، وبذكاء منها أضافت أم كلثوم بعض الكلمات على الأغنية وهي تغنيها أمام الملك فاروق بمناسبة جلوسه على العرش وذلك في ليلة عيد الفطر من عام ١٩٤٤م فأنعم عليها بنيشان الكمال ، ثم حذفت الكلمات المضافة والخاصة بالملك من الأغنية بعد الثورة .
ولقد حققت أغنية يا ليلة العيد نجاحا كبيرا أكثر مما حققه الفيلم الذي أذيعت فيه ، ولم تحقق أي أغنية عن العيد هذا النجاح الا بعد مرور أكثر من ٥٠ سنة على اذاعتها ، بظهور أغنية “أهلا بالعيد” المصورة للجميلة صفاء أبو السعود ، والتي سنتحدث عنها تفصيلا في الحلقة القادمة من “رمضانيات” في أول أيام العيد ” بإذن الله ” .