اليوم ينعي “الأهرام” رئيسه الأسبق.. نعي الذي يحافظ على ماء وجهه أمام صاحبة الجلالة.
بقلم: ياسين عبدالمنعم.
>> بعد فترة غياب – دامت أكثر من عشر سنوات منذ رحيله عن الأهرام في عام 2005، وفترة غياب أخرى دامت خمس سنوات منذ يناير 2011 بسبب الملاحقات الأمنية – يعود الأستاذ/ إبراهيم نافع – من جديد متصدرا صفحات صحيفة ” الأهرام ” كعادته حينما كان رئيسا لمجلس إدارة وتحرير ” الأهرام ” العريقة..
>> ظل ” نافع ” كما هو عملاقا بالرغم من تغييرات كثيرة حدثت على مستوى الساحة الدولية والعالمية..
وبالرغم من تلك التغييرات ظل محبا للأهرام التي بناها صرحا شامخا عملاقا يراه في قلبه وعقله.. إلا أن “الأهرام” بصحفييها تخلو عنه حينما تعثرت بلادنا مصر في ” المزعجة ” يناير 2011.
>> ظهر نافع من جديد متصدرا المشهد كله باعتراف نخبة صحفي “الأهرام” بأنه المؤسس الثالث للمؤسسة والهرم الرابع للصحافة.. شهادة غالية ولكن..!
– شهادة تقال لميت لن ينتفع بها.. رثاء أكثر من كونها قيمة.
– شهادة تأتي متأخرة كعادتها لا يستطيع صاحبها الإستفادة منها في درء خطر الحبس والإفلات من القضية المشهورة إعلاميا ” بهدايا الأهرام “.
– شهادة غير منصفة.. شهادة لن تضيف لصاحبها مثقال ذرة نافعة.. وهو بين يدي خير الشاهدين الله..
– شهادة أبسط ما يقال عنها أنها شهادة مجروحة.. يملئها الخيب والعطب..
– شهادة تأخرت لسنوات طوال ظل يعانيها الرجل وهو خارج مصر في أمنية منه بالعودة لأرض المحيا قبل الممات..
– شهادة لن تفيد شيئا في قضية – أمس – أغلق النائب العام ملفها..
– شهادة صحفي الأهرام كشهادات كثيرة – لأناس قدموا أشياء عظيمة لمصر ولمهنتهم – يحول بينها وبين الوصول لمستحقيها – الموت دائما-..
– شهادة ستظل حبيسة في درج المحقق لن يكترث لها.. لطالما انتظرها وجاءت على عجل – متأخرة -.
– شهادة سيقول عنها التاريخ قبح أكبر من ذنب.
– شهادة “الأهرام” سيحكم عليها التاريخ كما سيحكم التاريخ على ما قدمه الأستاذ/ إبراهيم نافع – للأهرام طوال سنوات عمره التي تعدت ال 26 عاما رئيسا له، وشهادات أخرى لمشواره الصحفي الذي طال أكثر من خمسون عاما مضت.
>> عزائنا أن مدينة 6أكتوبر سوف تحتضن جثمان الفقيد.. وأظن أن “الأستاذ” سيكون سعيدا لبقاءه بجوار أحد صروح الأهرام وهي – جامعة الأهرام الكندية – ومطابع الأهرام الضخمة – بمدينة 6أكتوبر والتي تعتبرا من أهم الجامعات وكبرى القلاع في الطباعة الحديثة بمصر والوطن العربي.
– غدا الأربعاء تحت التراب تطوى صحيفة الكاتب الصحفي المهم في الوطن العربي وتفتح صحيفة جديدة بين يدي الله الذي نسأله أن يتقبله برحمته قبولا حسنا.
– غدا ستطوى أسطورة الصحفي الذي سجل أهم أحاديث صحيفة “الأهرام” مع مختلف أمراء وملوك ورؤساء وزعماء العالم..
– غدا ستطوى صفحة مهمة من صفحات مؤسسة الأهرام الخالدة..
– غدا تنقضي حياة صحفي قلما جاد الوقت بمثل مواقفه وسلطانه وقوته الصحفية..
حتى ألقاكم..