>> تلقى المجتمع المصري أمس الأحد 7 يناير 2018 خبر قرار الفريق/ أحمد شفيق – بالعدول عن الترشح عن الإنتخابات الرئاسية القادمة.. وبالنسبة لأنصار ومحبي التغيير فكان هذا هو الأمل الحقيقي بالنسبة لهم وقد فقدوه.. ولا يجد المواطن على الساحة السياسية من هو مناسب حتى هذه اللحظة لدعمه بخلاف من سوف يدعم ويؤيد ترشح الرئيس “السيسي”..
>> ولكن بات هناك تصور غاية في الأهمية وحتى لا نعيد إنتاج أزمنة سابقة، وهو ما يجعلنا ندلف للوراء قليلا عام 2005 انتخابات الرئيس الأسبق “مبارك”، ونعمان جمعة وأيمن نور ” والنتائج التي رأيناها وهي حصول “مبارك” على ما يقرب من 97%، وهذه حقبة انقضت نرفض إعادة إنتاجها.
>> إلا أن المتابع للمشهد السياسي في مصر وخاصة وأعلن اليوم الاثنين عن الجدول الزمني للإنتخابات الرئاسية وشروط الترشح.
وهو ما يدعونا بطرح تلك الأطروحة التي تعد نوعا ما بمثابة – التجديف ضد التيار – ولكن “للضرورة أحكام”، وهي أنه لابد من أن تكون هناك انتخابات رئاسية حقيقية تتوافر لها المنافسة الفعلية حتى لا نعيد – كما قلنا – إنتاج سيناريو “عفى عليه الزمن”..
>> ومن ثم فعلى مؤسسات الدولة أن تعين كل من يجد في نفسه “صلاحية” الترشح للمنصب الرفيع.. وأن يتحلى الإعلام المصري بالذكاء السياسي المطلوب بألا يتجاوز حد النقد للمرشح “بذبحه” واصرافه عن إكمال الترشح، خاصة وأن المصلحة تقتضي ذلك.. والظرف الوطني والدولي الراهن يقتضي تلك النظرة، ولكي تكون الصورة أجمل أمام المجتمع الدولي والرأي العالمي.. وحتى يكون للإنتخابات الرئاسية القادمة 2018 مذاق مختلف عن سابقتها.
>> وما رأيناه من ترشح أكثر من مرشح في – الإنتخابات السابقة عام 2014 أمام “السيسي” هو كان شيئا – محمودا – بأن أصبح الفوز بكرسي رئيس الدولة عن طريق صندوق الإنتخاب الحر المباشر وليس عن طريق – اﻹستفتاء – على ترشح مرشح واحد هو “السيسي”.
>> وعليه ولما أصبح لا يجوز لأي من “المغمورين” التقدم لهذا المنصب الرفيع.
فمن ثم يجب أن نعين من نجد لديه “مقومات” الترشح لهذا الكرسي رفيع المستوى، ولكي يكون هو الصف الثاني حاليا والصف الأول مستقبلا إذا ما دعت الحاجة إليه في انتخابات 2022 القادمة.
ومن ثم وعلى مؤسسة الرئاسة أن تساعد في ذلك الأمر المهم في أن تحرص على وضع مصر الدولي، وحفاظا على نقاء الصورة السياسية أمام المجتمع العالمي..
>> ومن ثم فلابد أن يكون المواطنين أيضا على قدر المسؤلية والوعي السياسي تجاه وطنهم بألا يسفهوا من أي مرشح يجد في نفسه “صلاحية حقيقية ” للترشح لمنصب رئيس الدولة، وحتى يتحول “الوصيف” حاليا بشكل طبيعي “للرئيس” مستقبلا، ولكي يكون تحت بصر ومتابعة كافة الأجهزة والمواطنين طوال 4 سنوات قادمة يستعد خلالها للترشح كرجل دولة.
>> فعليه وقبل أن يصبح – الوصيف ملكا – أن يضع نفسه رهن الإختبار والأختيار.
>> وإذا ما ثبت صلاحيته فيكون هو الأمثل للترشح والأجدر به – هذا في حال ما لم يحدث ثمة تعديلات دستورية تزيد من مدد الرئاسة في حالة حدوث ظرف – أمن قومي – يستدعي البلاد لهذا المنعطف المؤقت.
>> وعودا على بدء فنحتاج كمصريين لوصيف حقيقي للرئيس يعتلي عرش البلاد خلال الفترة الرئاسية اللاحقة 2022، أو بالأدق تحتاج مصر لتهيئة صف ثان قادم.
>> لذا فمن نظرنا إذا ما حدث وتقدم أيا من ” الهواة ” للترشح لمنصب الرئيس فهو من قبيل “الشهرة ومحاولة هزلية لإثبات الوجود” بالوقوف أمام القطار “مجرداً”.. والقطار هنا هو – الشعب -.
>> ومن ثم فلابد من ترشح حقيقي وتمثيل جيد لأي من الشخصيات العامة أو التي تصلح أن تكون – شخصية عامة – يحترمها الشعب ويحترمها المجتمع الدولي.. ولكي يكون الصف الثاني الحقيقي الذي سيأتي اليوم ويكون صفا أوليا دون نقاش.. وحتى لا نترك الساحة خالية للهواة ومهرجي السيرك.. في ظل وقت يستدعي كل حاجة للقوة والصلابة والفهم لمواجهة متغيرات كبرى – تحدث على الساحة الدولية – في الوسع، – وفي الضيق – على مستوى قضايا الشرق الأوسط.
>> ومن ثم فلابد من ترشح شخصية قوية تنافس بجد.. ولابد من أن يفوز الرئيس/ عبدالفتاح السيسي – استكمالا لما بدأه من خطط تنموية حقيقية ليست فقط في المشاريع الاستراتيجية وإنما أيضا في المشاريع الفكرية.
>> وحتى نستطيع أن نقول أن هناك إنتخابات حقيقية يشهد لها العالم.. وسنعتبر ما حدث خلال الشهر الماضي من “لغط” في المشهد السياسي ليس أكثر من “لعبة في السياسة”.. تستدعي بعبقريتها الفكرة الصحيحة للتحول الديمقراطي الحقيقي.
ومن ثم أيضا فعلى كثيري الحديث التروي في الأحكام.
>> وعلى الإعلاميين التحلي بالحكمة وقراءة كتاب مهم اسمه “مدخل إلى العلوم السياسية” لضبط المواقف وتفهم التغيرات العالمية والظرف الدولي الخطير الذي يحدث في منطقة الشرق الأوسط.
>> ومن ثم نتوقع أن يشارك فصيل معارض للبلاد في أجواء الإنتخابات أو سيجبر على المشاركة – ليس حبا – في غمار العملية السياسية التي أبعده حظه العثر من الإستمرار فيها ولكن – إثباتا للوجود -.. وهي لعبة سياسية أخرى – يدفع إليها هذا الفصيل من جهات مخابراتية داخلية – تعرف ماذا تفعل – وجهات مخابراتية خارجية – محاولة منها للحفاظ على ما تبقى من عملاء بدعمهم – وهي ” دفع العربة من أعلى منحدر” لإحداث شق في الصف أو اصطياد “فريسة” للتهويل بها أمام كل المراقبين عالميا للأجواء الإنتخابية في مصر. ولكي يعيد هذا الفصيل – كتصور مناسب منه – إنتاج نفسه بطريقة ما لن تنطلي على ذكاء الشعب المصري.
>> وعليه فلا يأخذني أحد إذا ما اعتبرت أن الرئيس “السيسي” هو الفائز بجدارة في الإنتخابات القادمة 2018 فعليا، لأن ببساطة المنطق ينتظر حدوث ذلك الحدث وهو الأقرب ما لم يحدث شيء خارج عن المألوف.
>> وسيكون هناك رضاءا – داخليا وخارجيا – عندما نجد جيلا يستعد لتسليم جيل لاحق.. وتداول ديمقراطي حقيقي للسلطة.
>> فالعالم لكي يطمئن ويثق في الأجواء الإنتخابية القادمة.. يريد أن يرى نتائج يكون الفارق فيها طبيعيا.