ليس بجديد علينا أن نخوض بطولة قارية.. وهذا ما نعيشه هذه الأيام من خوض بطولة كأس الأمم الإفريقية.. بل وأن نكون منظمين لها فهذا حدث عظيم وخاصة وهي أكبر بطولة تشهدها القارة الإفريقية من حيث عدد المشاركين الذي بلغ عددهم 24 دولة إفريقية..
ولكن الجديد هو حالة الإحباط التي أصبحت تلازمنا منذ أن بدأنا البطولة ومنذ أن شاهدنا منتخبنا الوطني في المباراة الأولى مع زيمبابوي والتي فوزنا عليها 1/0، ثم المباراة الثانية مع الكونغو الديمقراطية والتي فوزنا عليها 2/0..
إلا أنه وبات كل همنا أن المنتخب بحالة سيئة.. وللأسف إذا استمر الموقف العام بهذه الحالة سيكون أسوأ حقا عندما نصدر للاعيبي المنتخب القومي المصري حالة الإحباط العامة التي باتت تلازمنا..
وقد استعجب كيف نرى في الفوز بالمباراتين حالة سوء واحباط.. ولا استطيع أن أفهم ماذا تنتظر من المنتخب سوى أن يفوز ويحافظ على الفوز..
لا شك أنا لا أفهم في الكرة.. وربما يكون هناك أخطاء.. ولكن ليست بالقدر الذي يجعلنا طوال الوقت متشائمين.
فالمباراة السابقة بين مصر والكونغو الديمقراطية، أحرزنا فيها هدفين بالشوط الأول واستطاع المنتخب أن يحافظ على هذا الانتصار حتى نهاية الشوط الثاني.. إلا أننا لاحظنا أيضا حالة الإحباط واللامبالاة بالفوز الذي حققه المنتخب، وقد شعرت ورصدت حالة الإحباط التي انتابتني أنا وكثيرين مثلي ولا أعرف ما السبب.
فكيف نرى بعد هذا الإنتصار بأن هذه حالة سيئة للمنتخب.. وتدعو للتشائم.. سوى أن هناك محاولة لإحباط فرحة المصريين بالرغم من انتصارهم..
فلماذا غابت الفرحة في عيون وقلوب المصريين.. فعند كل مباراة يلعبها المنتخب تمتلء المقاهي والكافيهات والأندية ومراكز الشباب بشاشات العرض الكبيرة والتي تجمّع بها مئات بل ألاف المصريين.. ونفوز ولا نجد فرح بالانتصار أو الفوز..
فلماذا لا نجد الفرح والسعادة الذي كنا نسمعهما ونشعر بهما لو خاض النادي الأهلي أو الزمالك مبارة وانتصر فيها..
فبمتابعة ما يتناوله أغلب الشعب المصري – والذي أصبح محلل كروي وفهامة عصره – على مواقع التواصل الإجتماعي وغيرها أصبح كل منا يُصدر فتواه بضعف أداء المنتخب والتقليل من عزيمته.
فعجبت أن نجد النصر والصعود لدور الـ 16 ولا نجد حماسة الفرحة أو حماسة النصر.. أو السعادة..
وكأنها مقصودة أن نعيش حالة إحباط ونزرعه ونصدره لمنتخبنا القومي، ونرويه كل لحظة بتعليقاتنا السخيفة.. “التي لا أود ذكرها هنا”..
والأغرب أن يسير أغلبنا وراء الشائعات حتى مجلس إدارة الإتحاد المصري لكرة القدم وقع في الفخ وحَرم أحد لاعبيه من الاشتراك بالبطولة لبث فيديوهات ممنهجة لتدمير عزيمة شباب وأبطال المنتخب الوطني..
لماذا لم نجد عقلاء يحكمون على الموقف بتقدير ووعي وفهم..؟ لماذا هذا التوقيت تُبث تلك الفرية الكاذبة..؟
وقبل أن نقع في الفخ ألا يوجد عاقل واحد يُفند ما يحدث..
حتى رجالات الكرة والرياضيين وقعو في الفخ.. فخ الإحباط والتدمير والتقليل من شأن المنتخب.. وإحباط الفرحة بصدورنا..
المباراة الأولى لمصر مع زيمبابوي شاهدتها بأحد الكافيهات، وعقب الفوز قام كل مَن شاهد المبارة دون أن تطلق صافرة واحدة تحية للمنتخب، ولم تطلق هتافات للنصر أو الفوز..
وكأننا غير مصدقين أننا فوزنا..
أيها السادة انتبهو من تدمير الفرحة وزعزعة الانتصار وبث روح الإحباط وتدمير العزيمة..
يُفترض بنا أن نفرح وأن نَسعد بالبطولة التي تنظمها بلدنا الحبيبة مصر، والتي يحاك لها التدابير للقضاء عليها وعلى فرحة أبنائها..
للأسف فقد نجحو أن يحبطو الفرحة بصدورنا بالرغم من الفوز والصعود لدور الـ ١٦.
هيا نفرح .. هيا نسعد .. هيا نشجع منتخبنا القومي.. هيا نكون إيجابيين متفائلين .. ونكون على قلب رجل واحد وهدف واحد وهو الانتصار .. ولاشيء دونه.