اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، من أشهر الأقوال التي نرددها في مجتمعاتنا العربية وأكثرنا لا يعلم من قائلها !أحدهم قال أنها تعود للمفكر الفرنسي فولتير مفجر الثورة الفرنسية ، وقال آخر أنها تنسب للأستاذ الدكتور أحمد لطفي السيد أول رئيس لجامعة القاهرة ، لكن من قرأ مسرحية مجنون ليلى لأمير الشعراء أحمد شوقي ( أنا شخصيا لم أقرأها بل قرأت عنها ) سيجد أنها وردت ضمن قصيدة قصيرة من ثلاثة أبيات فقط ، وقد ألقاها أحد الأشخاص ضمن سياق المسرحية كان مغرماً بحب ليلى العامرية لكنه لم يكن على نفس مذهبها ، فقال لها :
ما الذي أضحك مني الظبيات العامرية
ألا لأني أنا شيعي وليلى أمويـــــــــــة ؟
اختلاف الرأي لا يفسد للود قضيـــــة
والظبيات تأتي هنا ، وكما أظن ، بمعنى الإناث أي جمع الأنثى ، هكذا قد تأكد لنا أن هذا القول لأمير الشعراء .. ومن القصيدة يتضح لنا أيضاً أنه لم يكن المقصود بهذا البيت أمراً يتعلق بخلاف أو اختلاف في الرأي ، إنما يرتبط بقصة حب لم تكتمل .
هذا التوضيح يجعلنا نجزم بأننا درجنا على أن نسترشد بقول في غير محله ، فاليوم الاختلاف في الرأي يفسد الود ويخلق من العدم قضية ، بل وأكثر من ذلك فقد يؤدي إلى الفتن والنزاعات والصراعات والحروب ، والشاهد هنا ما نراه في البرامج الحوارية التي تستضيف أكثر من ضيف في نفس الحلقة ، فإذا ما كانوا مختلفون في الرأي ، يتناحرون بالألفاظ النابية ، ويتبادلون الاتهامات ، وعادة ما ينتهي المشهد برفع الأحذية والقذف بالمقاعد .
أدعوكم وأدعو نفسي لقراءة مسرحية مجنون ليلى لأمير الشعراء أحمد شوقي ، سواء بالاقتناء أو الاستعارة ، فالقراءة تغذي الروح وتزيد المعرفة.