بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين لنصر العاشر من رمضان نهنئ قواتنا المسلحة الحبيبة بهذا اليوم المجيد الذي سجل فيه التاريخ واحدة من أعظم الانتصارات والبطولات العسكرية في هذا العهد الحديث، ونرفع أكفنا بالدعاء لشهدائنا الأبرار الذين ارتوت بدمائهم الزكية أرض سيناء الطيبة ودفعوا حياتهم ثمنا غاليا نظير استردادها وعودتها إلى أحضان الوطن الأم لكي تحصل على نصيبها من التعمير والتطوير والبناء والتنمية الذي يليق بقيمتها ومكانتها وتضحيات أبنائها.
إن سيناء جزء غالي من أرض مصر، ولا يمكن لكائن من كان أن يفكر ولو للحظة في الاستغتاء أو التفريط عن حبة رمل واحدة من رمالها الطاهرة، وتولي القيادة السياسية الحالية اهتماما بالغا بتطويرها وتأهيلها، وقد أبهرنا العرض المرئي الذي قدمته الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة مؤخرا في حضور السيد الرئيس عن كم المشروعات التي نفذت وتنفذ في سيناء والتي ستجعل منها حال استكمالها واحة للأمن والأمان والاستقرار والرخاء.
لقد جاء هذا العرض في توقيته ليرد على المشككين والمغرضين وأصحاب الهوى، وليدحر الخيالات التي وردت بالمقال الذي نشرته جريدة المصري اليوم عن سيناء قبل عدة أيام بقلم صاحب الاسم المستعار (نيوتن)، وما تضمنه هذا المقال من مقترحات وأفكار غريبة ومستفزة لا أرغب في اعادة طرحها ولا الحديث عنها، فقد قام عدد لا بأس به من القامات الصحفية والإعلامية المصرية الشريفة بتفنيد كل ما تضمنه المقال من سخافات، لكني سأتوقف أمام أحد التعليقات التي صاحبت هذا المقال واستفزتني كثيرا ، إذ قال أحدهم بأن سيناء كانت في عهد الإحتلال أفضل من حالها الأن.
وفي ذلك كذب وافتراء وتضليل.
فعندما تم رفع العلم المصري على مدينة العريش في شهر مايو من عام 1979 لم يكن بها سوى فندق واحد متواضع وبعض الأكواخ المتناثرة بطريقة عشوائية على شاطئ البحر ، وعندما انسحبت إسرائيل من منطقة سانت كاترين ووادي الطور في شهر نوفمبر من عام 1979 كانت عبارة عن مناطق جبلية غير معبدة خالية من المرافق والمنشآت والخدمات، وكذا الحال عندما تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية من مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء يوم 25 من إبريل1982 كانت خاوية على عروشها، وعندما رفع العلم المصري على طابا في 19 مارس 1989م بعد التحكيم الدولي، لم يكن بها سوى فندق واحد يتيم.
نرى اليوم كيف أصبحت كل هذه المدن المحررة بعد عودتها للسيادة المصرية، فإنها تشع نورا وضياء وتعج بالحركة والنشاط ويحدها العمار في كل مكان من حولها، فمن فعل ذلك ؟ من قام بتعميرها وشق الطرق وبنى الجسور والسدود فيها، ومن أنشأ تجمعاتها السكنية ومنتجعاتها السياحية التي تجذب الزائرين من من كل حدب وصوب من شتى أنحاء المعمورة ؟
*إنهم المصريون*
فمن أين أتى هذا العبقري بهذه الخزعبلات، فلو كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب.