كشفت لنا أزمة كورونا عن مفاجأة جميلة وهي ارتباط المصريين بالمساجد عاطفيا وروحانياً ، هذه هي الحقيقة التي كانت غائبة عنا جميعا بسبب ما كنا نشاهده من خلو المساجد من المصلين في معظم الصلوات عدا صلاة الجمعة .
كيف هذا التضارب والتناقض ، ولماذا نقول ان أرواحنا معلقة بالمساجد في حين انها عندما كانت مفتوحة قبل جائحة كورونا كانت تخلو في معظمها من المصلين ، وهذا هو الغريب والعجيب في الأمر ، والإجابة هنا :
فالمصريين منهم من كان يحافط على صلاة الجماعة في المسجد ، ومنهم المواظب على جميع الصلوات لكنه لم يكن يتمكن من الذهاب للمسجد في جميع الصلوات لأسباب مختلفة ، ومن المصريين من لا يصلي إلا صلاة الجمعة ، ومنا من لا يصلي أصلا ، وبعضنا لا يفقه عن الوضوء والصلاة أو عن الدين الاسلامي شيئا رغم أنه مسلم .
هؤلاء جميعا تأثروا نفسيا بغلق المساجد ، فالأول كان المسجد بيته ، والثاني كان قريبا منه ، والثالث ذاق حلاوته ، أما الرابع والخامس فهما لم يكفرا بالصلاة بل تركوها جهلا أو كسلا أو عصيانا وكانا ينتظران الهداية ، ورغم تركهما للصلاة كان صوت المؤذن يهزهما ومشهد المصلين يسرهما .
ان المساجد العامرة بالمصلين تبعث في نفوسنا الطمآنينة والإيمان بالله والتضرع له بأن يحفظنا ويبارك لنا ويسترنا حتى وان كان منا من تهاون في عبادته .
نثق بأن الله سيزيح عنا هذه الغمة وستفتح المساجد أبوابها ، وسنحرص جميعا على صلاة الجماعة فيها بعد أن استوعبنا الدرس وعرفنا قيمتها .
وما بين عشية وضحاها ، وما بين طرفة عين وانتباهتها، يغير الله من حال الى حال .