عادةً لا أحبذ الحديث عن الأمور التي تشغل الرأي العام أو أخوض في تفاصيل الموضوعات التي تثير الجدل علي مواقع التواصل الاجتماعي ، ولكن استوقفني وأثار غضبي موضوع هام وقضية خطيرة تكاد تكون في نظري من اخطر واهم القضايا التي يجب أن نتناولها ونلقي الضوء عليها لنستخلص منها الدروس والعبر ولنتعلم كيف نقي أنفسنا من أصحاب الميول الشاذة والعقول المريضة والقلوب المتحجرة الذين اعتادوا ارتكاب جرائم التحرش والاغتصاب .
اتحدث هنا عن ذلك الشاب الذي تجرد من كل معاني الرجولة والصفات الانسانية ، فتحرش واغتصب عدد صادم من الفتيات والمراهقات اللائي لم تتعد اعمارهن الرابعة عشر ، والادهى من ذلك انه لم يكتف بهذا القدر من الانحطاط بل كان يرسل تهديدات للفتيات اللواتي لم تتجاوبن معه واعدا أياهن بالأذى إذا لم يستجبن لمتطلباته غير الأخلاقية ، لقد ارتكب هذا الشاب كل هذه الأعمال المحرمة شرعًا والمجرمة قانونا على مدى عدة سنوات ولم يكن ليكف عن فعله المشين هذا لولا افتضاح أمره عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أشتاط مرتادوها غضبا من هول ما شاهدوه واستمعوا اليه من مقتطفات صوتيه لهذا الشاب تحتوي على تهديدات عديدة للفتيات واشياء اخري يمنعني الخجل من الاستماع اليها ويوقفني استحيائي عن ذكرها .
ألم أقل لحضراتكم في سياق حديثي أن هذا الموضوع المستفز يعد من اهم القضايا واخطرها ؟! نعم لأنه وببساطة شديدة هناك آلاف من أمثال هذا الشاب يعيشون بيننا ونحن لا ندرك حقيقتهم ، الآلاف من أمثاله يسيرون على دربه ويتربصون بالفتيات الصغيرات ويتسببون في تحطيم مشاعرهن وتبديد أحلامهن ، ليصبحن في نظر المجتمع متهمات وهن ضحايا ومن هذا السلوك إما بريئات أو مغرر بهن ، لكن هل في استطاعتهن إثبات ذلك بالأدلة والبراهين ، الأمر صعب ونظرات الناس وتعليقاتهم لا ترحم ، وهن لا حول لهم ولا قوة .
نحمد الله الذي وفق رجال الأمن في القبض على هذا الشاب مرتكب هذه الجرائم بحق فتيات مصر الكريمات ، ونتوجه بخالص الشكر وعظيم الامتنان لمعالي المستشار الجليل حمادة الصاوي النائب العام الذي أثلج صدورنا بقراره الحكيم بضبطه وإحضاره
ليكون عبرة لأمثاله ولكل من يظن انه فوق القانون وانه يستطيع ابتزاز الاشخاص وتحقيرهم بهذا الشكل المهين ، فقضاء مصر العادل سيقف له ولأمثاله بالمرصاد .