عند بداية ثورة يناير ٢٠١١م لم يكن الأخوان في المشهد وحين عمت الفوضى البلاد وتوارت أجهزة الأمن عن الأنظار وهرب من كان منهم في السجون ، خرجوا من جحورهم موقنين بعدم التعرض لهم وقرب سقوط النظام ، كانت الأوضاع مضطربة تماما فاستغلوا الحدث وتقربوا من شباب الثورة ومن جميع الحركات والتيارات والائتلافات المشاركة بدعوى الدعم والمساندة ، وعندما كسبوا ودهم تلاعبوا بمشاعرهم وشتتوا أفكارهم وسيطروا على عقولهم وكلما كانت تتجه الاموًر نحو الهدوء أشعلوها حتى تحولت الثورة البيضاء النظيفة إلى انتفاضة للحراميةً والبلطجيةً والمجرمين والقتلة ، ولم يسقط شهيدا واحداً من أبناء الوطن المخلصين في ميادين الثورة الا بعد أن تسيد الإخوان الموقف .
تنحى الرئيس وأصبح للإخوان صوتا ونفوذا ، وجاء موعد أول استفتاء شعبي بعد الثورة لاختيار إما الدستور أو الانتخابات البرلمانية أولا ، وبذل الأخوان جهودا جبارة لتأتي الانتخابات أولا ، فهم يرغبون في الهيمنة على مجلسي الشعب والشورى حتى تكون السلطة التشريعية في قبضتهم ويكونوا هم صناع القرار في المرحلة التالية ، وكان لهم ما أرادوا بفضل الحيل الخبيثة التي استخدموها لحث الناخبين على اختيار الانتخابات أولا ، حيث انتشروا في الشوارع والميادين والمقاهي وطرقوا أبواب المنازل ليلتقوا بالناس بابتسامة صفراء وصوت خافض وسماحة مفتعلة وحياء مصطنع (وذلك على عكس حقيقتهم ) ليظهروا طيبتهم وحسن نيتهم وتجردهم من المطامع وإن مايقومون به خالصا لوجه الله و لصالح الشعب ، وإنهم من أجل الخير لناصحين ، فنجحوا بتلك الحيل في تحقيق مآرابهم ، ولو كانوا استمروا على هذ النهج الخادع الماكر بعد وصولهم للحكم لحافظوا على الكرسي واستعبدونا لسنوات وسنوات ، لكن الله سلم.
وللحديث بقية