نشيد جميعا بالإنجازات العظيمة التي حققتها وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة خلال السنوات الأخيرة فيما يتعلق بتنفيذ مشروعات الاسكان الاجتماعي والتي بلغت في مجموعها حتى الآن حوالي مليون وحدة سكنية استفاد منها عددكبير من المواطنين من محدودي الدخل بالاضافة الى عدد لا بأس به من ساكني العشوائيات ، ولقد تميزت وحدات الاسكان الاجتماعي التي طرحتها الوزارة على مراحل كان أخرها الإعلان الثالث عشر ، بالمساحات المناسبة والتشطيبات الجيدة والأسعار المنخفضة ، وهذا هو الأهم .
وبعد هذا النجاح غير المسبوق ، أرادت الوزارة أن تطور من مشاريعها لتلبي احتياجات شرائح أخرى من المجتمع ، فطرحت مؤخرا نماذج اسكان أكثر تميزا عن وحدات الإسكان الاجتماعي أسمتها شقق متوسطي الدخل ، وهي خطوة محمودة جعلتني أتشوق لمعرفة تفاصيلها وتصورت أنها ستكون مناسبة لأبنائي ومن هم في مثل أعمارهم والذين أنهوا دراستهم الجامعية والتحقوا بالعمل كل في مجاله ، حالمين ببناء مستقبلهم ، وأول خيوط تحقيق الحلم بعد الوظيفة هي الشقة ، ولكني صعقت بعدما عرفت تفاصيل هذا المشروع والتي كشفت عنها في أكثر من وسيلة إعلامية الاستاذة مي عبد الحميد الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري ، حيث قالت عن شروط الحجز في شقق متوسطي الدخل، أن يكون المتقدم للحجز شخصا طبيعيا مصري الجنسية، وألا تقل سنه عن ٢١سنة في تاريخ نهاية الإعلان، وأن تكون له أهلية التصرف والتعاقد، ويحظر على المتقدم شراء الوحدات نقدا ويلتزم بالتعاقد والسداد بنظام التمويل العقاري من خلال مبادرة البنك المركزي المصري لمتوسطي الدخل الصادرة بقرار مجلس إدارته بتاريخ ديسمبر ۲۰۱۹ وتعديلاتها، لمدة تصل إلى ۲۰ عاماً.
كما يكون المتقدم من متوسطي الدخل بحيث لا يزيد صافي دخله السنوي من جميع مصادر دخله عن ٦٠٠ ألف جنيه سنويا للأسرة (بما يعادل ٥٠ ألف جنيه شهريا)، وعن ٤٨٠ ألف جنيه سنوية للأعزب (بما يعادل ٤٠ ألف جنيه شهريا)،
لم أصدق ما قرأت ، فقد كنت أظن أن أبني المهندس خريج جامعة القاهرة والذي يعمل في وظيفة محترمة يعتبر من متوسطي الدخل ، لكن بناء على هذه الحسبة فقد أيقنت أنه من معدومي الدخل .
لقد جانبكم الصواب أيها القائمون على هذا الطرح ، فالمشروع ليس لمتوسطي الدخل ، ومتوسطو الدخل في مصر لا يحصلون على عشر هذا المبلغ .
أعيدوا النظر في اسم المشروع ، وأرى أن يطلق عليه (مشروع اسكان ميسوري الحال) .