في السنوات الأخيرة ذاع اسم هذا الرجل على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي ووصلت شهرته إلى الوطن العربي وأصبح له متابعين بالملايين ، فمن هو فرانك كابريو ، وما سبب شهرته ؟
أسمه فرانشيسكو أنطونيو كابريو ، ومعروف في العالم كله باسم فرانك كابريو ، هو قاضي أمريكي من أم أمريكية وأب ايطالي الأصل ، ولد فرانشيسكو في مدينة بروفيدنس بالولايات المتحدة عام 1936م ، والتحق بمدارسها ، لم تكن أسرته ميسورة الحال مما دفعه للعمل أثناء الدراسة في غسل الصحون وتلميع الأحذية لتدبير مصروفاته الشخصية حتى حصل على الثانوية والتحق بكليّة بروفيدنس التي نالَ منها شهادة البكالوريوس ثم التحقَ بكلية الحقوق بجامعة سوفولك ببوسطن وتخرج منها وأصبح محاميا ،عمل بالمحاماة وشغل عدة مناصب ثم حصل على الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات وكليات وعدد من الجوائز من عدة جهات ، ومنذ عام 1985م وحتى الآن يشغل منصب قاضي محكمة في بلدية بروفيدنس .
جاءت شهرته بسبب ظهوره في برنامج تلفزيوني بعنوان “اعتُقِلَ فِي بُروفِيدَنْسْ” ، وهو البرنامج الذي حقّق نسب مشاهدة عاليّة بلغت حتّى عام 2017م أكثر من 15 مليون زيارة ، ثمّ وصلَ عدد المشاهدات في عام 2019 إلى حوالي 100 مليون مشاهدة .
يطلقون عليه ” القاضي الرحيم ” لطريقته غير التقليدية في إدارة جلساته حيث يحتوي المذنب ويتحدث معه كأنه يستضيفه في برنامج تلفزيوني وليس في محكمة ، فيسأله عن أحواله وعن أسرته ودراسته وعمله ويضحك معه ويداعبه ثم يعرض عليه تهمته ، ويسأله إن كان يستطيع دفع مبلغ الغرامة التي ستوقع عليه وفي أغلب الأحوال يقوم بتخفيضها مرة وأثنين وثلاثة وأحياناً يلغيها بالكامل أو يسددها نيابة عنه ، ولا مانع من أن يلتقط معه صور فوتوغرافية ويودعه بابتسامة رقيقة ، ولا يفرق هذا القاضي بين أي شخص وآخر سواء كان أمريكياً أوربياً لاتينياً عربيا ، أبيض اسود ، مسلم مسيحي يهودي بلا دين ، يساعد الجميع ويمازحهم دون تمييز .
من أشهر القضايا التي أذيعت لهذا القاضي وحققت نسب مشاهدة عالية على مستوى الوطن العربي تلك القضية التي كان بطلها رجل مسن من سوريا الشقيقة طلب من القاضي إزالة المخالفة المسجلة عليه لظروفه الصعبة وبعد أن حكى له قصته والوضع في بلده ، أسقط القاضي الدعوى عنه وأعفاه من دفع المخالفة وقال له “لقد أحسنت صنعا”. .. وفي حالة أخرى فقد أعفى هذا القاضي الرحيم إحدى السيدات من دفع مخالفة بقيمة 50 دولار بعد أن عرف أنها لا تملك سوى 55 دولارا، قائلا لها : “لن أدعك تغادرين وليس بحوزتك إلا خمسة دولارات”، والآلاف من الحالات المشابهة لهذا القاضي الرحيم .
أما أغرب الفيديوهات التي شاهدتها فكانت لفتاة شابة ارتكبت مخالفة مرورية ووقفت أمام السيد فرانك في المحكمة تتجاذب معه الحديث وهي في منتهى السعادة ، وبعد أن حكم عليها القاضي بالغرامة تقبلتها وقالت له تسمح لي بكلمة سيدي القاضي ، فسمح لها بالكلام فقالت له أن جدتي تحبك وقد طلبت مني أن أتعمد ارتكاب هذه المخالفة لكي أقف أمامك وأبلغك بحبها لك ، فقال لها أصعدي إلى المنصة وطلب منها هاتفها المحمول وتصور معها سلفي وقال لها أرسلي هذه الصورة لجدتك وبلغيها تحياتي .
هل يا تُرى لو كان هذا القاضي الحكيم ينظر في قضايا الإرهاب والقتل وجرائم الخطف والاغتصاب ، والسرقة والسطو المسلح ، هل كان سيمضي على هذا النهج الرحيم ويبدي هذه السماحة والبشاشة واللطف مع المذنبين ؟ من المؤكد لا .