يمر الانسان في أوقات كثيرة من حياته بلحظات ضعف تبدأ منذ ولادته وتستمر معه حتى مماته ، فالطفل الرضيع عندما يتألم لا يستطيع أن يعبر عما يعتصره من ألم فيأخذ في البكاء لعل أحدًا يغيثه وتلك أولى لحظات الضعف في حياة الانسان ، وعندما يكبر قليلا يشعر بضعف حيلته أمام كل من هم أكبر منه سنا فينكب على ذاته ويأثر الابتعاد حتى يشتد عوده ، وفي سن التعليم يشعر كثيرا بالضعف عند الاخفاق في أي مرحلة دراسية ويشتد إحساسه بضعفه إذا لم تؤهله درجاته للالتحاق بكليته المفضلة التي كان يحلم بها ، وعند تخرجه تأتيه لحظات ضعف بسبب عدم التوفيق في العثور على عمل مناسب ، ويشعر بضعفه حين يفشل في حبه ، وحين يأتيه مرض وحين يفقد أحبابه ، ويزداد ضعفه حين يعجز أو يكهل أو يشيخ ، ولا يتخلص من ضعفه إلى أن يأتيه الأجل.
تلك لحظات الضعف الأكثر حدوثا بين البشر تزيد وتقل من شخص لآخر لكن ليس هنالك من أحد لم يمر بمثل هذه اللحظات الصعبة ولو بدرجات متفاوتة أو بأشكال مختلفة .
وجاءت كورونا لتزيد احساس العالم بضعفه أمام هذا السيل الهائل من الاصابات والوفيات ولا يقتصر الضعف على كل شخص أصيب بها ، بل يمتد إلى أهله وذويه ومحبيه ، فما أصعب من أن تجد قريب لك عزيز عليك صادق معك قد أتته واتعبته وأنهكته ودخل على إثرها العناية المركزة فلا يتاح لك رؤيته ولا أنت قادرا على مساعدته ولا بيدك التخفيف عنه .
كل لحظات الضعف التي يمر بها الانسان في حياته تتقزم أمام هذا المشهد الذي يشعرك بأنك في قمة ضعفك وهوانك .
اللهم برحمتك أشفي جميع مرضانا .