بسم الله الرحمن الرحيم
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
﴿المجادلة 11﴾
حبا الله مصر بنخب متميزة من علماء الإسلام والدعاة والمفسرين الذين ساهموا بواسع علمهم في نشر صحيح الدين في العالم ، ومّنَ الله على أهلها بعذوبة الصوت في قراءة القرآن الكريم وترتيله وتجويده ، وروعة الأداء في الإنشاد والابتهال .. ومن حق أولئك الذين أمتعونا أن نتذكرهم ولو باستعراض جزء من سيرتهم فإن فضلهم علينا عظيما ، وقصتنا اليوم مع:
( الشيخ طه الفشني )
أسمه طه حسن مرسي الفشني ، من مواليد مدينة الفشن بمحافظة بني سويف في عام 1900م ، قارئ قرآن ومنشد ديني ، ويعد أحد الأعلام في مجاله ، حفظ القرآن بكتاب القرية وتعلم القراءات وتدرج في دراسته الدينية والعامة ، التحق بمدرسة المعلمين بالمنيا وحصل منها على دبلوم المعلمين ، ثم غادر إلى القاهرة والتحق بدار العلوم ، وخلال ثورة 1919م التحق ببطانة الشيخ علي محمود (رحمه الله) حتى ذاع صيته وحفظ الناس أسمه لحسن صوته وجمال إنشاده مما أهله للالتحاق بالإذاعة المصرية سنة 1937م ، وكان رحمه الله من أوائل قراء القرآن الكريم الذين افتتحوا إرسال الإذاعة وعملوا بها ، وفي عام 1940م عين قارئاً لجامع السيدة سكينة ، وظل قارئه حتى وفاته.
رتل الفشنى القرآن الكريم بقصرى “عابدين ورأس التين”، بصحبة الشيخ مصطفى إسماعيل (رحمه الله) وذلك لمدة تسع سنوات كاملة ، واختير رئيساً لرابطة القراء خلفاً للشيخ عبد الفتاح الشعشاعى وذلك في عام 1962م ، ومن أشهر تواشيحه (ميلاد طه يا أيها المختار).
توفى الشيخ طه الفشني عام 1971م عن عمر يناهز 71 عاماً ، وتبقى ذكراه خالدة بما تركه لنا من تسجيلات عبقرية أمتع بها جموع المسلمين.
رحم الله شيخنا الجليل فضيلة الشيخ/ طه الفشني