بسم الله الرحمن الرحيم
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
﴿المجادلة 11﴾
حبا الله مصر بنخب متميزة من علماء الإسلام والدعاة والمفسرين الذين ساهموا بواسع علمهم في نشر صحيح الدين في العالم ، ومّنَ الله على أهلها بعذوبة الصوت في قراءة القرآن الكريم وترتيله وتجويده ، وروعة الأداء في الإنشاد والابتهال .. ومن حق أولئك الذين أمتعونا أن نتذكرهم ولو باستعراض جزء من سيرتهم فإن فضلهم علينا عظيما ، وقصتنا اليوم مع:
( الشيخ محمد متولي الشعراوي)
إمام الدعاة ، أشهر من فسر معاني القرآن الكريم في العصر الحديث ، لم يكن أحد يعرفه حتى حل ضيفاً على برنامج نور على نور للإعلامي الراحل أحمد فراج ، في حلقة عن الإسراء والمعراج وما أن طل على المشاهدين حتى جذب الملايين بطريقته السلسة في الحديث ولكنته الريفية البسيطة واستخدامه للحكايات الشعبية المعروفة في الشرح والتفسير فاقترب من الناس جميعاً وصار له مريدون في كل أنحاء الوطن العربي .
ولد الشيخ الشعراوي في 15 إبريل من عام 1911م بقرية دقادوس بمركز ميت غمر في بحافظة الدقهلية ، حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره ، وعندما التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري أظهر نبوغاً في حفظ الشعر والمأثور من القول والحكم ، وعندما التحق بالمعهد الثانوي الأزهري زاد اهتمامه بالشعر والأدب وحظي بمكانة خاصة بين زملائه ، ثم التحق بالأزهر الشريف وتخرج عام 1940م ، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م، وبعد تخرجه عين في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذاً للشريعة في جامعة أم القرى ، ثم سافر إلى الجزائر رئيساً لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس ، وحين عاد إلى القاهرة عين مديراً لأوقاف محافظة الغربية فوكيلاً للدعوة والفكر، ووكيلاً للأزهر ، ثم عاد ثانية إلى السعودية حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.
في نوفمبر 1976م اختاره السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر وظل في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م ثم اختير عضواً بمجلس الشورى في عام 1980م ، ثم ترك كل المناصب وتفرغ للدعوة الإسلامية.
توفى الشيخ محمد متولي الشعراوي في عام 1998 عن عمر يناهز 87 عاماً بعد صراع مع المرض تاركاً لنا تراثا هائلا من التسجيلات الإذاعية والتلفزيونية والمؤلفات الدينية العظيمة .
رحم الله شيخنا الجليل إمام الدعاة الشيخ / محمد متولي الشعراوي