بسم الله الرحمن الرحيم
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
﴿المجادلة 11﴾
حبا الله مصر بنخب متميزة من علماء الإسلام والدعاة والمفسرين الذين ساهموا بواسع علمهم في نشر صحيح الدين في العالم ، ومّنَ الله على أهلها بعذوبة الصوت في قراءة القرآن الكريم وترتيله وتجويده ، وروعة الأداء في الإنشاد والابتهال .. ومن حق أولئك الذين أمتعونا أن نتذكرهم ولو باستعراض جزء من سيرتهم فإن فضلهم علينا عظيما ، وقصتنا اليوم مع:
( الشيخ مصطفى إسماعيل)
اسمه مصطفى محمد المرسي إسماعيل ، و يعد من أبرز شيوخ التلاوة في مصر والعالم الإسلامي ، قرأ القرآن بأكثر من تسعة عشرة مقاماً بفروعها وبصوت عذب وأداء قوي وكان صاحب نفس طويل في التجويد ، واستطاع أن يمزج بين علم القراءات وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات ، وكان يستشعر بصوته جلال المعنى القرآني فيجذب إليه عقول وقلوب المستمعين .
ولد الشيخ مصطفى إسماعيل في 17 يونيو 1905م بقرية ميت غزال الواقعة بمركز السنطة في محافظة الغربية ، حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة في كتّاب القرية ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القراءات وأحكام التلاوة ، ومن طنطا أيضاً انطلق وظهرت موهبته الحقيقية حيث حضر عزاء أحد الأعيان وقام بالتلاوة بالمشاركة مع كبار القراء في القطر المصري في حضور رجال الدولة وأعضاء من الأسرة المالكة ، وقد أبهر الحضور بصوته العذب فنصحه أحد المقربين بالذهاب إلى القاهرة ، ولعبت الصدفة دوراً في شهرته حين قدمه أحد الشيوخ للقراءة في احتفال تغيب عنه الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي لظرف طارئ وأعجب به الحاضرون وحين سمعه الملك فاروق أعجب بصوته وأمر بتعيينه قارئاً للقصر الملكي على الرغم من أنه لم يكن قد اُعتُمدَ بالإذاعة ، وكان أول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية دون أن يمتحن فيها ، وسجَّل بصوته القرآن الكريم كاملاً مرتلاً وترك أكثر من 1300 تلاوة لا تزال تبث عبر إذاعات القرآن الكريم في جميع الدول الإسلامية .
زار الشيخ مصطفى إسماعيل معظم دول العالم وقرأ في أكبر مساجدها ،ورافق الرئيس السادات في زيارته التاريخية لمدينة القدس ، وأحبه الملايين من المسلمين حول العالم ، وكرمه الملوك والرؤساء .
توفى رحمه الله يوم الثلاثاء 26 ديسمبر 1978م بالإسكندرية بعد أن تعرض لغيبوبة في منزله استمرت لعدة أيام قبل أن ينتقل للمستشفى ، وأقيمت له جنازة رسمية ودفن في مسجده الملحق بداره في قرية ميت غزال بالسنطة بمحافظة الغربية.
رحم الله شيخنا الجليل فضيلة القارئ الشيخ / مصطفى إسماعيل.