بسم الله الرحمن الرحيم
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
﴿المجادلة 11﴾
حبا الله مصر بنخب متميزة من علماء الإسلام والدعاة والمفسرين الذين ساهموا بواسع علمهم في نشر صحيح الدين في العالم ، ومّنَ الله على أهلها بعذوبة الصوت في قراءة القرآن الكريم وترتيله وتجويده ، وروعة الأداء في الإنشاد والابتهال .. ومن حق أولئك الذين أمتعونا أن نتذكرهم ولو باستعراض جزء من سيرتهم فإن فضلهم علينا عظيما ، وقصتنا اليوم مع:
( الشيخ محمود خليل الحصري)
لم يكن الشيخ محمود خليل الحصري قارئاً بارزاً للقرآن الكريم فقط بل كان عالماً كبيراً ومؤلفاً عظيماً ومن القلائل الذين تولوا أعلى المناصب الدينية في مصر والعالم الإسلامي ، ومن أهم المناصب التي تولاها منصب شيخ عموم المقارئ المصرية ورئيس اتحاد قراء العالم ورئيس لجنة مراجعة المصاحف وتصحيحها بالأزهر الشريف.
ولد الشيخ محمود خليل الحصري في السابع عشر من شهر سبتمبر عام 1917م في قرية شبرا النملة بطنطا في محافظة الغربية ، أدخله والده الكتاب في عمر الأربع سنوات ليحفظ القرآن وأتم الحفظ في الثامنة من عمره ، وكان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدي بطنطا يوميا ليحفظ القرآن وفي الثانية عشر انضم إلى المعهد الديني في طنطا ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر ، كان لديه صوت متميز وأداء حسن ، وعند تقدمه إلى امتحان الإذاعة في عام 1944م كان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان في الإذاعة ، وفي عام 1950م عين قارئا للمسجد الاحمدي بطنطا، وفي العام 1955م أصبح قارئاً لمسجد الحسين بالقاهرة ، هو أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم ، ونادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى ، وقام بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة.
زار العديد من دول العالم وقرأ القرآن الكريم أمام الرؤساء والزعماء ، وخلال زيارته لفرنسا في عام 1965م أسلم علي يديه عشرة فرنسيين بعد أن سمعوا تلاوته ، وتكرر الحال في عام 1973م أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية حيث لقن الشهادة لثمانية عشر رجلاً وامرأة أمريكيين ، سجل للإذاعة المصحف المرتل بروايات مختلفة ، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم .
توفي مساء يوم الإثنين 24 نوفمبر 1980م ، وقبل وفاته أوصى بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه والإنفاق في كافة أوجه البر.
رحم الله شيخنا الجليل فضيلة القارئ الشيخ / محمود خليل الحصري.