بسم الله الرحمن الرحيم
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
﴿المجادلة 11﴾
حبا الله مصر بنخب متميزة من علماء الإسلام والدعاة والمفسرين الذين ساهموا بواسع علمهم في نشر صحيح الدين في العالم ، ومّنَ الله على أهلها بعذوبة الصوت في قراءة القرآن الكريم وترتيله وتجويده ، وروعة الأداء في الإنشاد والابتهال .. ومن حق أولئك الذين أمتعونا أن نتذكرهم ولو باستعراض جزء من سيرتهم فإن فضلهم علينا عظيما ، وقصتنا اليوم مع:
( الشيخ سيد النقشبندي)
طالما هز مشاعرنا بصوته الخاشع وإنشاده الرائع ، إنه الشيخ سيد محمد بهاء الدين النقشبندي ، أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني والذي عشنا معه أحلى الأوقات خلال أيام وليالي شهر رمضان ، كنا نسمعه في إذاعة القرآن الكريم بعد آذان المغرب مباشرة وقبل صلاة الفجر فأرتبط معنا بالشهر الفضيل ، وكلما سمعناه في أي وقت من العام نشعر بجو رمضان وروحانيته.
ولد الشيخ سيد النقشبندي في عام 1920م بإحدى قرى محافظة الدقهلية ولم يمكث بها طويلاً حيث انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا في جنوب الصعيد وفيها حفظ القرآن الكريم قبل أن يكمل عامه الثامن ، وتعود أصول آل النقشبندي إلى أذربيجان ، فجده كان من بخارة لكنه نزح مع عائلته إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف أما والده فكان أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية .. كان الشيخ سيد من محبي الموالد والمترددين عليها مثل مولد أبو الحجاج الاقصري وعبد الرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي ، فتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض.
في عام 1955 استقر في مدينة طنطا وذاعت شهرته في محافظات مصر وفي جميع الدول العربية ودخل الإذاعة في عام 1967م وسجل العديد من الأدعية والتواشيح لمعظم البرامج الدينية المصرية المشهورة مثل برنامج في “رحاب الله” ، وبرنامج “دعاء” وبرنامج “في نور الأسماء الحسنى” وبرنامج “الباحث عن الحقيقة” بالإضافة إلى مجموعة من الابتهالات الدينية التي لحنها له محمود الشريف وسيد مكاوي وأحمد صدقي وحلمي أمين وبليغ حمدي الذي لحن له رائعة “مولاي إني ببابك” بتوجيه من الرئيس الراحل محمد أنور السادات .
توفى الشيخ سيد النقشبندي في 14 فبراير 1976م عن عمر يناهز (55 عاما) وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات التي نسعد بسماعها حتى الآن .هو واحد من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية في القرن. وكان ذا قدرة فائقة في الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بالصوت الخاشع، والكروان.
رحم الله شيخنا الجليل فضيلة الشيخ/ سيد النقشبندي.