مايفعله جيش الاحتلال الاسرائيلي تجاه أبناء الشعب الفلسطيني يعد جريمة ضد الإنسانية ومخالف لكل الاعراف والمواثيق الدولية ، فأين الدول العظمى مما يحدث ولماذا لا تستخدم نفوذها لوقف هذا العدوان الغاشم على النساء والأطفال والمدنيين العزل ، وأين منظمات حقوق الانسان وأين الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية ، ألم يعد بينهم صوت صادق عادل يقول الحق وينصف المظلوم ، أم أن هذا الوضع يأتي على هواهم ويحقق رغباتهم ويسعد قلوبهم.
لا تظن أيها المعتدى الغاشم بأن ما تفعله من هدم للمنازل ومن ترويع للآمنين وقتل الضعفاء نصر لجيشك المحتل أو بطولة في معركة نزيهة في ميدان الحرب ، بل هو عدوان جبان من جيش مكتمل العتاد على شعب لا يملك من عناصر القتال الا إيمانه بخالقه وبعدالة قضيته وتضحيات أبنائه ودعاء المسلمين المسالمين في العالم.
ان العدوان الذي تشهده الأراضي الفلسطينية اليوم سيناريو مكرر لعمليات مشابهة في سنوات سابقة سيتوقف وقتما تقرر الدولة المعتدية ذلك ، وتبقى ردود الأفعال العربية والإسلامية والعالمية كما تعودنا ما بين الإدانة والشجب والاستنكار ، وما بين المتاجرة والمزايدة والتلاعب بالألفاظ ، ويبقى الشعب العربي مهموما بقضية القدس ، حزينا لوضع أشقائه ودائم الدعاء لهم ، ولم يعد كما كان في السابق يتأثر بالشعارات الحماسية الزائفة ولا بالتصريحات الدعائية الرنانة بعد أن تيقن إنها ما كانت الا فقاعات تتطاير مع أقل نسمة هواء كان يطلقها أصحاب المصالح وأثرياء الحروب.
وتأتي مصر الشقيقة الكبرى لكل العرب، وهي أول المدافعين عن القضية الفلسطينية لتقوم بدورها المحتوم ، وكالعادة تكون أول المنتقدين لهذا الارهاب المنظم ، وأول المنادين بوقف العدوان ، ترسل مندوبيها وتجري اتصالاتها وتفتح حدودها ، تسعف المصابين وتعالج المرضى وتقدم واجب المساعدة في صمت وبلا أي ضجيج أو تظاهر أو تفاخر ، تفعل ذلك ولا تبدى أدنى اهتمام أو مبالاة بالمتسلطين والمتاجرين بالقضية من داخل القطر أو من خارجه.
هذه هي مصر ، وهذا هو قدرها .