
المقاتل/ محمد عبدالقادر
في غضون سنوات قليلة لا تتعدى الست ، هي فترة تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي للمسئولية ، نجح الرجل في تغيير مفاهيم كثيرة، وإستحداث مفاهيم جديدة لمعنى منصب الرئيس.
فبينما كان المفهوم والمعلن أن الرئيس هو أعلى سلطة في البلاد، حين يقول يؤمن الجميع، وحين يأمر ينفذ الجميع، وحين يغضب يرتجف الجميع، وحين يقرر ينحني الجميع.
فإذا به وبهدوء شخصيته المعهود، وبتركيبة التدين الإسلامي – الغير مغالى فيها – وبما لديه من خلق رفيع وأدب جم، يتسلل إلى قلوب أبناء شعبه فيحتلها إحتلالا محببا إلى النفس ويقيم داخلها دون إستئذان.
تلك المعادلة الجديدة أرست مبادئا وقواعدا جديدة، فصار الرئيس هو الصديق والأخ لكل أرملة إستشهد زوجها، ولكل طفل فقد والده، ولكل أم ثكلت باستشهاد إبنها.
لم نر في تاريخ مصر والعرب وربما العالم رئيسا يستهلك من وقته ساعات طوال يلهو خلالها مع أبناء الشهداء من جميع الأعمار ليدخل الفرحة والسعادة عليهم، ولم نر رئيسا يسرع هرولة نحو سيدة أو شيخ مسن يجري تكريمه موفرا عليه عناء الصعود إلى المنصة، بل أشهد انني لم أر على مدار عمري (73 عاما) رئيسا لهذه البلاد يقبل رأس مواطن أيا كان دوره وأيا كان مقداره.
بل لم أر أبدا رئيسا تسبقه دموعه حين يكون الموقف إنسانيا ولا يجد في ذلك حرجا، كما لم نجد نحن في ذلك حرجا.
فالإنسان مجموعة من المشاعر لم يخلقها هو بل خلقها وبثها فيه رب العالمين خالقه.
واليوم يأتينا الرئيس بمصطلح كم سمعناه يتردد في حياتنا وكم مر علينا دون إعطائه حقه من التفكر والتمعن.
فإذا هو بكل بساطة الإنسان الواثق من حب شعبه يقول (لقد جبرتم خاطري).
يااااااه كم جميل معنى تلك الكلمة، وكم تحمل من معاني العرفان.
والله إنه لعرفان متبادل، بل نحن من يمتن إليك.
ثم اليوم وقد عملت الكورونا عملها، ومنعت الكثيرين من الخروج من بيوتهم، ترى هل توقف الرجل عن الإهتمام بأبناء الشهداء وزوجاتهم لا والله.
لقد أرسل إلى منازلهم مندوبين عنه من كافة المستويات حتى من الوزراء يحملون الهدايا إلى تلك الأسر ، ضاربا مثلا جديدا في حبه لشعبه وتقديره لقيم العطاء.
حفظك رب العالمين لنا سيادة الرئيس الإنسان.
وبارك لنا فيك، وأدامك ذخرا لذلك الوطن..