تحسنت علاقات مصر الخارجية مع جميع دول العالم في الآونة الأخيرة بعد الجهود الجبارة التي بذلتها القيادة السياسية لتوضيح الصورة الحقيقية للأحداث التي وقعت في مصر منذ يناير ٢٠١١م وما تلى ذلك من تداعيات مؤسفة كانت ستعصف بالبلاد لولا فضل الله تعالى أولا ثم استجابة القوات المسلحة لمطالب الشعب واحباطها لمحاولات الفتنة ومخططات الهدم التي كانت تحاك بالبلاد تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد ، ونتيجة لذلك ابتليت مصر بسنوات عجاف تحملها المصريون بجلد وصبر وإيمان حتى مرت ولله الحمد على خير وعادت مصر المحروسة من جديد لتمارس دورها القيادي والريادي في المنطقة.
لم يكن الأمر يسيرا على الإطلاق ، فكثير من الدول كانت تتمنى الا ينتهي مسلسل الفوضى وعدم الاستقرار في مصر ومنها من كان يسعى لهدمها وتقسيمها وتفتيتها وتسريح جيشها وتشريد شعبها ، ومن بين هذه الدول ما كنا نظن أنها شقيقة أو صديقة أو مسالمة ، وفوجئنا بوجهها القبيح وأفعالها المشينة وكرهها الدفين لكل ما هو مصري ، ووسط هذه الصدمات كانت هناك مواقف مشرفة من بعض الأشقاء الذين لم يتغيروا أو يتلونوا أو يحيدوا عن مواقفهم المعتدلة وهم معروفون ، ومواقف أخرى كانت مستغربة من بعض الأشقاء ممن التزموا الصمت انتظارا لما تؤول اليه الأمور .
اليوم وبعد أن استعادت مصر عافيتها وأصبحت كلمتها مسموعة وقراراتها حاسمة وقدراتها ملموسة ومكانتها مقدرة تغيرت مواقف الدول التي كانت تكن لها الضغينة والعداء وتحولت من ليث إلى حمل ، تقدم كل فروض الولاء والطاعة لإزالة التوتر وتحسين العلاقات وتعزيز التعاون .
قد يكون ذلك مقبولا ومرحبا به اذا تم بشكل فردي ، أما وقد تم على النحو الذي جرى عليه حيث أبدت كل الدول التي تطاولت على مصر وتآمرت على شعبها طيلة السنوات الماضية رغبتها الملحة في تلطيف الأجواء في نفس التوقيت فإن الأمر يثير الشك والريبة ، قد تكون تلك الدول صادقة في رغبتها وقد لا تكون كذلك فمن بين الاحتمالات غير المستبعدة أن تكون تلك الخطوة ما هي الا حيلة متفق عليها من المعادين لنا بهدف تخديرنا وتنويمنا وتجنيبنا ثم يعودون الى سابق عهدهم وينقضون علينا بعد أن استحسنا نواياهم وتجاوزنا عن ما ارتكبوه من اثام .
إننا دولة محبة للسلام داعية لنبذ الخلافات وحسن الجوار ووحدة الشعوب وتآلف القلوب لكن من تكررت خطاياهم وتلونت أفعالهم لا نأمن مكرهم .