لو تناولنا الأمنيات العامة التى نحلم أن نراها في مجتمعنا سنجدها كثيرة ، ومن بينها :
” زوال غيرة الأب من عيد الأم “
(الاثنين ٢٠٢١/٦/٢١ عيد الأب)
طبعا حاشة لله ان يكون عنوان امنيتي هو التقليل من دور الاب ولكن هو جرس تنبيه للابناء لوضع بسمة علي شفاه ابائهم ، وحتي لا نلهب مشاعر الآباء ونثير غيرتهم سأوضح للاولاد فضل الآباء عليهم .
ان كلمة أب في اللغة : سبب وجود الشيء أو إصلاحه أو ظهوره، وسمي الأب أبا ، لأنه يقوم على إصلاح الأبناء ورعايتهم بالتربية والغذاء، فالأب هو العمود الفقري والسند وحائط الصد الاول وانا اكثر واحدة اعلم وجع فقدان الأب رحم الله آبائنا ممن توفوا ويعطي الصحه لمن هم علي قيد الحياة.
ان الأب في الإسلام له مكانة رفيعة ولقد حث الإسلام على بر الأب، والإحسان إليه في كل الأمور، ولا تكون الرعاية بتقديم الطعام والنقود له فقط، بل يجب إظهار الامتنان للأب وتقدير دوره في التربية وفي دفع الأذى، وأنّه سبب النعمة التي يعيشها الابن الآن بعد الله عز وجل، وقد اعطي الاسلام اعظم الأمثلة على بر الأبناء للآباء بقصة سيدنا إبراهيم في دعوة أبيه إلى الله ومخاطبته بلطف رغم كفره وعناده، وكذلك في حالة طاعة سيدنا اسماعيل لابيه ابراهيم في الامتثال لامر الذبح حتي تدخل الامر الالهي “وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ”(الصافات، 107)
أمرنا الله تعالى ببر الوالدين وحثنا بخفض جناح الرحمة لهما وتقديم العون والمساعدة لهما وتلبية رغباتهما ومتطلباتهما، ويعد هذا البر جزءاً صغيراً مما قام الوالدين بتقديمه للأبناء؛ لذا وجب عليهم البر والطاعة بالمعروف وعدم الضجر منهما.
يحتاج الآباء في كبرهم لنوع خاص من الرعاية وأسلوب مميز واهتمام كبير، فمع تقدم العمر يظهر وجود احتياجات جديدة لم تكن موجودة قديماً لذا وجب تلبيتها من قبل الأبناء وعدم التأفف منها أو الغضب، فكم من طلب غريب طلبه الابن وهو صغير ولم يرده الأب وقام بتنفيذه على الفور، كما قد يشعر الآباء بالحنين والشوق لأصدقائهم وأصحاب عمرهم مما قد يتطلب منهم تأمين زياراتهم لأصدقائهم ورعايتهم لتلبية طلبهم على أكمل وجه وعدم التقصير في ذلك فهم ما بقي من الذكريات الحيّة التي تذكرهم بما سبق، وكذلك ود أصحاب ابائهم ومن كانوا يحبونهم اثناء حياتهم وبعد مماتهم.
كما أنّه من البر ألا يتقدّم الأبناء على آبائهم فإذا جلسوا على الأكل لا يأكلوا قبلهم، وإذا مشوا لا يسبقوهم، كما يجب أن يأخذوا بمشورتهم كما كان يفعلون سابقاً لكي لا يشعرونهم بفقدان أهميتهم أو تهميشهم. من البر أن يقوم الابن بساعدة الأب في أموره الخاصة التي لم يعد يقوى عليها؛ كمرافقته إلى الخلاء وتقديم المساعدة له، وكذلك مساعدته في الاستحمام وقضاء الحوائج الأخرى التي لم يعد يقوى عليها. من البر أن يقوم الأبناء بأخذ والديهم في نزهة كل ما احتيج الأمر لذلك؛ لكي لا يشعروا بالضجر والإهمال، فهم بحاجة ماسة إلى هذه اللحظات التي تنسيهم أوجاع الحياة، وكذلك فإن شعور الأب بالاهتمام كشعور الطفل لا يزيد عنه فقد يغضبه شيء صغير ويملأ قلبه فرحاً شيئاً أصغر منه.
أتمنى ونتمنى أن يحظى عيد الأب بالمزيد من الاهتمام ، وكل عام وهم جميعا بألف خير ورحم الأموات منهم ، ودمتم .