أرض صحراوية منعزلة لا ماء فيها ولا حياة لم تلتفت إليها الأنظار يوما ولم يقدر أحد قيمتها ولم يحاول أحد استغلالها فهي تقع شرق القاهرة وكل الاستثمارات كانت تتجه غربا .
انها العاصمة الإدارية الجديدة أحد أهم المشروعات القومية التي نفذتها الدولة المصرية عبر تاريخها الممتد بعد قناة السويس شريان التجارة العالمية ، والسد العالي الذي يحمينا من أخطار الجفاف والفيضان ويوفر لنا المياه ويولد لنا الكهرباء ، ولن نبالغ في القول إذا ما قلنا إن العاصمة الجديدة لا تقل في قيمتها عن الأهرامات التي شيدها المصريون القدماء قبل آلاف السنين ، فورثنا من حجارتها مجدا ومن آثارها كنزا تتغنى به الحضارات ، وها هم أحفاد الفراعنة يشيدون العاصمة الادارية التي سنجني من ريعها خيرا ومن ترابها ذهبًا وستخطف بتخطيطها وجمالها أنظار العالم أجمع .
ونقول لكل من لا يعرف أهميتها أو يقلل من قيمتها أو يسعى لتشويه صورتها ، إما انك مغيب ولك عذرك أو أنك حاقد فستموت بغيظك ، أم أنك فاشل وسعيد بفشلك ، فنحن على أعتاب دولة جديدة ستسابق بتقدمها الدول ، لقد بدأنا من حيث انتهى الآخرون وهذا مهم أما الأهم فإن الجهود تتواصل لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التي سيشعر بثمارها كل مواطن مصري قريبا باذن الله ، فالعاصمة الجديدة نواة لمدن أخرى عديدة تشيد في كل بقعة من الوطن بمواصفات عالمية يصاحبها بالتزامن تنفيذ مشروعات تنموية عملاقة في كل المجالات .
تقع العاصمة الإدارية الجديدة بين طرق السويس والعين السخنة والدائري الأوسط والدائري الإقليمي وهي قريبة أيضا من محور إقليم قناة السويس ، وتبلغ مساحتها أكثر من ٧٢٠ كيلو متر مربع اي بمساحة دولة مثل سنغافورة ، وستساهم في خلق تجمعات سكنية كبيرة بعيدا عن الدلتا والوادي الضيق وستوفر فرص تنمية حقيقية في هذه المناطق .
أرضها كانت ترابا وصارت الآن ذهبا ، وكم من مساحات من حولها أصبحت قابلة للاستثمار وكم ستجني الدولة من عوائد حال بيعها.