ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كان هدفها تنقية الأجواء وليس تصفية الحسابات
في مثل هذه الأيام وقبل ثمان سنوات تم فض الاعتصام الذي نفذه الاخوان المسلمين في كل من ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة بالجيزة للتضامن مع الرئيس المخلوع محمد مرسي الذي أرادت جماعته ان تشعلها حربا ضد الشعب الذي تمرد عليهم وأبى حكمهم ، وكلنا شاهدنا عبر شاشات التلفاز ومن خلال البيانات الصحفية الرسمية التي كانت تصدر أولا بأول كيف تعاملت قوات الأمن المصرية مع المعتصمين منذ اللحظة الأولى من فض الاعتصام ، ففي البداية طلبت الشرطة من المعتصمين اخلاء المكان والخروج بسلام وتعهدت بحمايتهم حتى الوصول لمنازلهم وأقامت لهم ممرات آمنة للخروج فاستجاب عدد كبير منهم خاصة النساء والأطفال وكبار السن ورفض العدد الأكبر الخروج ومعظمهم من شباب الإخوان المسلحين والقناصين والفئات الأجنبية المستأجرة والمدعومة من الخارج ، وهم من بادروا باطلاق النيران وحولوا الفض السلمي الى فوضى مسلحة فاضطرت قوات الأمن للتعامل معهم بعد أن اطلقوا وابلا من النيران باتجاه رجال الشرطة فاستشهد من استشهد وأصيب من أصيب ، انتهينا من اعتصامهم لكن لم نسلم من ارهابهم حتى وقت قريب والآن فقط قد خفت حدته كثيرا بعد أن تلقوا الضربة تلو الأخرى فخارت قوتهم التي كانوا بها يتجبرون .
بعد فض الاعتصام واخلاء ميدانيي التجمع من الأخوان اكتشفنا أن عددا كبيرا من الأسماء اللامعة في المجتمع المصري من مشاهير الكرة ورجال الأعمال والفنانين وأصحاب المطاعم كانوا يساندون ويدعمون ويمولون ويزورون الاخوان في محلي الاعتصام ، ولأن دولتنا دولة محترمة رشيدة لم تتخذ اجراءات ضد كل هؤلاء وهم معروفون بالاسم وفيديوهات وصور مشاركتهم موثقة وتركتهم يمارسون حياتهم بصورة طبيعية ولم يتم حتى مسائلتهم ولو من باب جمع التحريات ، وهذا يؤكد أن ثورة الثلاثين من يونيو كان هدفها تنقية الأجواء لا تصفية الحسابات، ويحسب لمصر أنها اجتازت هذه الفترة العصيبة دون أن تظلم أو تنتقم أو تكيل بمكيالين ، فكل من ثبتت ادانتهم في أعمال عنف وتخريب وتحريض وتجسس هم فقط من تمت محاكمتهم ووفقا للقانون والدستور .
فهل اعترف الذين أيدوا الاعتصام وساندوا المعتصمين بخطأهم ، وهل قدروا دولتهم التي تسامحت معهم ولم تضطهدهم او تقيد حريتهم في العمل والتنقل وحتى في الظهور على الفضائيات ، للأسف لا !