عندما انفض المولد وخرج منتخب مصر من جميع البطولات التي شارك فيها خال الوفاض يعني بالبلدي خرجنا من المولد بلا حمص ، قلنا حينها أن الفريق لم يقصر فقد وصل لنهائي أفريقيا ونافس حتى الرمق الأخير لانتزاع بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم بقطر ولم يحالفه التوفيق ، صبرنا وتحملنا مرارة الخسارة وضياع الحلم على أمل أن يستيقظ المسؤولين عن الرياضة وكرة القدم في مصر من غفلتهم ويصححوا المسار لكن للأسف الشديد فهم جميعا لا يصلحون لادارة المنظومة الرياضية لبلد كبير بحجم مصر يحتاج الى كفاءات وخبرات عالمية تعرف كيف تدرس وكيف تخطط وكيف تختار ، أما فكر موظفي الأرشيف الذي يدار به اتحاد الكرة وكل اتحادات الألعاب الأخرى سيعيد الرياضة المصرية الى عصور ما قبل الانسان .
إن معظم الوجوه في اتحادات مصر الرياضية عفا عليها الزمن ، لا خبرات ولا مهارات ولا دورات لثقل وتعزيز القدرات .. لا علاقات دولية ولا صوت ولا ثقل ولا تواجد لهم في أي منصة أو منظمة رياضية حول العالم ، لا يتعلمون بتاتا من أخطائهم والنتيجة منتخبات مهلهلة تهزم من أضعف الفرق وأصغرها في قارتنا المتواضعة رياضيا .. كل دوريات الكرة في العالم انتهت الا الدوري المصري أمامه دور ثان بالكامل وكأس مصر للعام السابق والحالي ، كل فرق العالم ومنتخباتها مرت بنفس ظروف كورونا وكلها شاركت في جميع البطولات القارية للأندية والمنتخبات وانهت دورياتها في مواعيدها الا نحن بسبب التأجيلات التي لا مبرر لها .
يضاف الى منظومة الكرة الفاشلة في مصر الفشل الذريع للاعلام الرياضي المصري الذي يساهم بشكل كبير في تدهور الكرة المصرية وغرز التعصب في وجدان الجماهير ، فمنذ أن دخلنا عصر القنوات الفضائية الرياضية والوجوه هي هي من معلقين ومقدمي برامج ومحللي مباريات وحكام استوديو ، أسماء فرضت علينا تعمل في خمسين جهة وتقبض من ستين جهة .. تداخل في المصالح وجمع بين أكثر من وظيفة وتطبيل في تطبيل .
إن منتخب مصر لكرة القدم الذي يحتل المرتبة (٣٢) عالميا انهزم بالأمس من منتخب أثيوبيا المصنف رقم (١٤٠) على مستوى العالم بهدفين دون رد وهدف ملغي وكرة مرتدة من القائم وأربعة انفرادات ضائعة ! الجماهير تنتظر قرارات حاسمة من اتحاد الكرة الذي سيسعى كعادته لامتصاص الغضب ببعض المسكنات وسينتهي الأمر بكارثة أخرى ، ويبقى دور وزارة الشباب والرياضة غامضا بالنسبة لنا فيما يتعلق بسلطاتها وصلاحياتها في اصلاح المنظومة الرياضية بمصر .
إنني على يقين بأن اتحاد الكرة سيتخذ قرارا عنتيريا للضحك على الذقون ، وأتمنى قبل أن يحدث ذلك أن يصدر السيد الرئيس مرسوما بتشكيل لجنة وزارية عليا برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء وعضوية بعض الوزارات السيادية للتخطيط لمستقبل الرياضة في مصر على أساس علمي سليم بالاستعانة بخبراء أجانب ومصريين لهم خبرات خارجية بعيدا عن الاسماء المحروقة اعلاميا ، ولتبدأ اللجنة أعمالها من الصفر لتشخيص الوضع والوصول الى الحلول المناسبة لمعالجة أوجه الخلل في كل عناصر واركان هذه المنظومة المتهالكة ، وتكون من أهم مهام اللجنة الإجابة على سؤ الين محددين وهما : كيف نصنع بطل ؟ وكيف نحصل على بطولة .
وحتى يتم تشكيل هذه اللجنة أنصح اتحاد الكرة بإعادة المدير الفني السابق السيد كيروش لقيادة المنتخب فقد تولى المهمة في وقت قصير وجعل للفريق شخصية وبث في اللاعبين روحا افتقدناها خلال الأدوار التمهيدية لبطولة الامم الافريقية وتصفيات كأس العالم ، ولو كان استمر في منصبه لكان للفريق شكل آخر .
أما القرار الثاني الذي أتمنى أن يتخذه اتحاد الكرة هو إبعاد نجمنا العالمي المبدع الخلوق صائد الجوائز الكابتن محمد صلاح عن أجواء المنتخب مؤقتا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق حاليا حتى لا تهتز صورته عالميا ويتراجع مستواه ، فهو سفيرنا في الخارج ومصدر فخرنا ، ومسألة الحفاظ عليه لابد وأن تكون من الأمن القومي المصري ، على أن يعود قائدا للفراعنة حين يتماسك منتخبها ويصبح له شكل وطعم ولون ورائحة .