ان غياب الوعي بالثقافة التأمينية يعد أحد أهم المعوقات التي تواجه طموحات الدول في التطور والازدهار حيث أن هناك خطأ كبير من وجهة نظر الكثيرين أنه لا تزال الأهمية النسبية لصناعة التأمين داخل اقتصاديات المجتمع ضعيفة بسبب اعتبار صناعة التأمين صناعة مجهولة فنيا وشرعيا للكثير منهم، بالإضافة إلى خدمات التأمين التي تعتبر خدمات مؤجلة وهي تعتمد على الاحتمالية إذا أنها تتحقق وقد لا تتحقق.
ولك أن تصدم كرجل تأمين حين تجلس بين أناس لا يعرفون عن التأمين شيء يذكر بل لك أن تندهش حين يربطون مصطلح التأمين بالنصب فنقول لهم لو أنك تعرف إيجابيات التأمين لقولت غير ذلك.
ولك أن تندهش أن يكون أمامك مؤمن له لا يعرف بنود وثيقته، لا يعرف حقوقه التأمينية وأيضا لا يعرف الاستثناءات المتعلقة بالوثيقة وما يترتب على ذلك من خلافات بين العملاء ومندوبي الشركات وبالتالي إدارة شركات التأمين في حال تحقق الخطر، فنقول له لو أنك تعرف بنود الوثيقة وتعرفت على حقوقك وأيضا الاستثناءات بها لقولت غير ذلك.
وما يزيد الغرابة أيضا أن شريحة كبيرة من المجتمع المصري لا تعرف عن المأمول من قانون التأمين الجديد فنقول لو كان هناك حملة من شركات التأمين بالتعريف بالقانون الجديد لقولتم غير ذلك.
ومن ناحية الاستثمار نلاحظ عزوف غالبية أصحاب الأعمال عن استثمار أموالهم فى قطاع التأمين رغم أنه مجال واعد بإذن الله فى مصر فنقول لو هناك توعية فى هذا المجال لقولنا غير ذلك.
ولك أن تصدم أيضا حينما نجد أن التقدم التكنولوجي الهائل الذي فرض نفسه في الآونة الأخيرة، كان لابد أن يعكس نفسه على كافة الاتجاهات والتصرفات في حياتنا اليومية وفي إعادة النظر في الكثير من الأمور وتجد شركات التأمين تمشي في مسارها التقليدي دون الاستفادة من ذلك التقدم.
إذن لزاما علينا أن نقر أن هناك غياب الوعي بثقافة التامين بصفه عامة فى مختلف الاتجاهات وان نتحرك جمعنا نحو محو تلك السلبيات الكثيرة بمجالنا الحبيب.