الحَمام الزاجل من الطيور التي تمتاز بالراحة والهدوء ، وكان يستخدم في الماضي لنقل الرسائل بين الأشخاص لقدرته على التحليق والطيران لمسافات طويلة ، ويتميز الحمام الزاجل بالانتماء لوطنه إذ دائماً ما يعود إلى موطنه بعد أداء مهمته يساعده في ذلك قدرته على رسم خارطة المجال المغناطيسي للأرض .
وللعرب تاريخ طويل وحافل مع الحمام الزاجل فهم من أوائل الأمم التي عرفت أهميته وتربيته واهتمت بأنسابه ووضعت الكتب والدراسات في طبائعه وأمراضه وعلاجه .. وكان البريد الذي أسسوه في السابق يعتمد على الخيل والجمال والبغال وتبادل الإشارات بالنيران والدخان والطبول والمرايا في إرسال الأخبار والمعلومات العسكرية من وإلى مركز الخلافة ، ومع ازدياد مصادر الثروة وتنوعها وكثرة مؤسسات الدولة ودواوينها أصبح لابد من وسيلة أكثر كفاءة وسرعة لضمان أقصى فاعلية لعمل ديوان البريد الذي يضمن اتصال أطراف الدولة الواسعة ببعضها وربطها بالعاصمة لذلك ادخل الخلفاء العباسيون استخدام الحمام الزاجل في البريد لما يمتاز به من السرعة الفائقة والسهولة في إعادة نقله إلى الأماكن التي ستطلقه مرة أخرى إضافة إلى انخفاض كلفة تربيته قياسا بالجياد والإبل ولتكاثره السريع وطيرانه دون حاجته إلى دليل أو مرشد ودقته في الوصول إلى أهدافه وكذلك لجمال شكله والفته حتى تنافسوا في اقتنائه والعناية به وتوسيع دوره وتحسين نسله.
في السنوات الأخيرة حاول أعداء الوطن من الجماعة الإرهابية المحظورة ومن ورائهم استنساخ فكرة الحمام الزاجل لنقل أفكارهم المسمومة التي لا هدف منها إلا تفكيك الدول ونشر الفوضى وإسقاط الأنظمة ، فانشئوا ما يعرف باللجان الالكترونية وأسسوا القنوات الفضائية ، واستعانوا بشخصيات مأجورة لكي تقوم بدور الحمام الزاجل في نقل الرسائل المشبوهة والأخبار المضللة ، لكن وكعادتهم دائماً فشلوا في ذلك أيضاً فلا وجه للمقارنة بين الحمام الزاجل الذي يتميز بالجمال والألفة والولاء والإخلاص للوطن وبين أولئك الذين استعانوا بهم لتنفيذ مخططاتهم فالقبح من سماتهم والكذب من صفاتهم ، والحقد من طباعهم ، وخيانة الوطن تجري في دمائهم .
لقد تحول هؤلاء المرتزقة إلى ذباب زاجل ينقل المرض والأوبئة وينشر العدوى وهم كالفيروس القاتل ، فلا علاج لهم إلا بالقصاص منهم.