تعودنا قبل دخول شهر إبريل من كل عام على سماع خبر كاذب أو شائعة غريبة أو معلومة خادعة ، ويتفنن الناس في صنع هذه الكذبة على سبيل المذاح وهي ما تسمى بـ ( كذبة أبريل ) ، لكن ما أصل هذه الكذبة التي أصبحت في بعض الدول وكأنها مناسبة يحتفل بها البعض ويفتخر بممارستها .
بحثت وقرأت لكي أتوصل إلى أصل كذبة أبريل ووجدت العديد من الأقاويل والنظريات والتفسيرات التي تستند على قصص وحكايات وخزعبلات تتحدث عن أصل كذبة أبريل ، وطالما اختلفت الروايات شابها الشبهات و التشكيكات والمشكوكات وتبعثرت الحقيقة ، وقد يكون كلها أو معظمها كذبة من أكاذيب أبريل صنعها خيال فرد أو كيان لإشاعة نوع من البهجة والسعادة والمرح على نفوس من حوله ، ومن بين ما كتب عن أصل كذبة إبريل أنها تعود إلى روما القديمة حيث أعتاد الناس على ارتداء الأزياء التنكرية في نهاية شهر مارس احتفالاً بانتهاء فصل الشتاء لعدم اليقين باختفاء البرد وعدم عودته مرة أخرى فقد تأتي موجة سقيع بشكل مفاجئ بعد أن يخفف الناس من ملابسهم فتصبح الأزياء خادعة أو كاذبة .. ويرى البعض أنها تعود إلى فرنسا حين قام شارل التاسع بتعديل التقويم ، إذ كان الاحتفال برأس السنة الجديدة يبدأ يوم 21 مارس وينتهي في اليوم الأول من أبريل ، لكنه أعاده ثلاثة أشهر إلى الوراء ليبدأ في الأول من يناير ، واعتبرها الناس كذبة أبريل .. ويرى آخرون أن ثمة علاقة بين الكذب في أول أبريل وبين العيد الذي يحتفل به الهندوس في الهند يوم 31 مارس من كل عام حيث يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ، ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل.
وقد أستوردنا هذه العادة الغريبة كما نستورد كل شيء ، فكل الاحتفالات العالمية أتت إلينا من الخارج ، عيد العمال ، عيد الأم ، عيد الحب ، يوم الصحة العالمي ، اليوم العالمي للمرأة ، وغيرها ، فلماذا لا تكون لنا مناسبة من صنعنا ونصدرها للعالم ونحصل على اعتماد لها من المنظمات الدولية ، ويصبح لنا بصمة ..
ومن هذا المقام أقترح تخصيص يوماً للصدق يكون في الأول من أبريل من كل عام يسمى (اليوم العالمي للصدق) ليحل محل كذبة أبريل ، وأدعو المسئولين عن إدارة موقع ( الساعة ) تبني هذه المبادرة واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتسجيلها واشهارها مصرياً كخطوة أولى وعالمياً في مرحلة لاحقة ، على أن تكون حقوق الملكية الفكرية محفوظة لصاحب الفكرة .
ما أحوجنا للصدق ومراجعة الذات وتصفية النفوس وتصويب الأخطاء وإصلاح العوج بين الأهل والأحباب والجيران ، وبين الزملاء والأصدقاء والمعارف ، وبين شركاء العمل والعرق والكفاح ، وبين الدول والأمم والشعوب.