أعكف حاليا على التحضير لكتاب بعنوان “المطبلون مائة .. ورائدهم ؟؟؟؟؟؟ “، وسيكون رائدهم مفاجأة للجميع حين يصدر الكتاب ، وقد تولدت لدي هذه الفكرة بعد لقاء جمعني بصديق في إحدى المناسبات تحدثنا فيه عن الاعلام في مصر وتأثيره القوي على المصريين وما أن ذكرت اسم أحد الإعلاميين البارزين حتى فوجئت بصديقي يصفه “بالمطبل” ولما استفسرت منه عن سبب هذه التسمية فقال لي لأنه دائما ما يتغنى لأي فعل أو حدث في مصر ويعتبره أعظم اختراع في التاريخ ، فقلت له وما العيب في ذلك فهل هو يتغنى لبلده مصر أم لبلد آخر ، فقال لمصر ، قلت له اذن هو انسان وطني شريف ويستحق الثناء .
يطلقون عليهم “المطبلون” لأنهم ينحازون لوطنهم ويغيرون عليه ويمدحون انجازاته ! فاذا كانت الوطنية والانتماء ومساندة قضايا الوطن والدفاع عن مصالحه من وجهة نظرهم تطبيلا ، فماذا عن الأبواق التي تفعل عكس ذلك وتتعمد الاساءة للوطن وتشويه تاريخه وتلويث سمعته والنيل من رموزه والتقليل من قدرة أبنائه ، ماذا عنهم وهم الذين يعادون دولتهم ويناصرون خصومها ، يزيفون الحقائق ويبتدعون الأكاذيب ! فأقل ما يقال عنهم أنهم “الخائبون” .
إن المطبلين حفروا أسمائهم بحروف من نور في تاريخ الإعلام المصري حين أهدرت دماؤهم لم ترهبهم التهديدات وحين رصدت تحركاتهم لم يستسلموا وحين نصبت لهم الكمائن لم يتراجعوا وحين سدت من أمامهم المنافذ لم يتخلوا عن رسالتهم ، واجهوا الجهل بالعقل والتحريض بالترويض والعنف باللطف من خلال منصاتهم الاعلامية وكلمتهم المسموعة وصدق حسهم وشعبيتهم الكبيرة ، فكانوا من أحد أهم أسباب نجاح ثورة الثلاثين من يونيو واعلان الثالث من يوليو اللذين أعادا للدولة المصرية هيبتها وكرامتها ومكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية.
نقول للمطبلين شكرا واستمروا على تطبيلكم فالتطبيل للوطن والانحياز له حق وواجب واستعدائه خزي وعار .
ونقول للآخرين فقد راهنتم على جواد خاسر ، ونعلم أنكم اليوم تعضون أصابع الندم وتقولون ” ياليتنا كنا من المطبلين” .